كيف أتعامل مع أصدقائي بشكل صحيح؟

0 38

السؤال

السلام عليكم.

أنا شخص عندما أحب صديقي أحب أن يفعل كل ما أحبه ولا يفعل ما أكره، وأنا أكره شخصا، وعندما أجده مع صديقي أحس بضيق وكره لصديقي بسبب ذلك، فأمتنع عن التحدث معه ويتجهم وجهي، ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الذنوب، وأن يلهمكم السداد والرشاد.

ما أعطي المسلم بعد الإسلام عطاء أفضل من صديق حسن يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر، والصداقة الناجحة هي ما كانت لله وبالله وفي الله، وعلى مراد الله، وأهل الإيمان يقيمون العلاقات على الإيمان والطاعات والتعاون على البر والتقوى، وبذلك تدوم العلاقة والصداقة، فما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع، ونتمنى أن تتسع عندك دائرة الأصدقاء ولا تقف عند صديق واحد.

واسمح لصديقك أن يتعامل مع من حوله، واعلم أنه ليس مطالبا أن يكره من تكره من الناس، ولكن عليك وعليه حب الجميع مع كراهية عصيان العاصي، وننصحك بأن يكون حبك وبغضك في دائرة الاعتدال، وتأمل قول الله: (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة..).

ولا يخفى على أمثالك أن النصح للناس مطلب شرعي، ولا مانع من أن تنصح لصديقك ولمن يصادق، وعليك أن تتقبل نصحنا ونصح من حولك، فالأمر كما قال الشافعي -رحمه الله-: ليس أحد أكبر من أن ينصح، وكما قال عمر -رضي الله عنه-: لا خير في قوم ليسوا بناصحين ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واجعل حبك وبغضك في الله ولله، فإن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، وعليه فإن العبرة بصلاح ذلك الزميل وليس بحبك له وبغضك، فقد لا ترتاح لإنسان رغم أن فيه خيرا، فاجعل الشرع مقياسا ومعيارا في أمورك كلها.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات