السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية عطرة أوجهها إلى كل من ساهم في إنجاح هذا القسم.
أما بعد:
إني أحتاج إلى المساعدة الفورية في حل مشكلتي.
مشكلتي هي أنني ولد عاق لوالديه، فمنذ الصغر نشأت نشأة صارمة وظالمة يسود فيها العنصر الأبوي المتسلط، وحرمت من الطفولة السعيدة، مما أدى إلى معاملتي السيئة للوالد في البداية، وذلك بعدم طاعة أوامره، والصراخ، والعناد، وهذا يرجع إلى أنه كان يستعمل هذه الطريقة عندما كنت صغيرا، وكنت حينها أكبت مشاعري الغاضبة والعارمة تجاهه، وعندما كبرت عملت على إفراغ هذه الشحنات السلبية.
أبي كثير الشجارات مع أمي، مما أفقدني خيرتي: هل أقف إلى جنب أمي أم أبي؟! وكنت أختار أمي، والصراحة: حاولت كثيرا أن أعامله بالحسنى لكني لا أستطيع؛ لأن أبي عصبي المزاج دائما ونبرته غليظة، ولا تدل على الحنان.
بالنسبة لي يتهمني الكل بالعقوق والتمرد، مما زاد الطين بلة، فأصبحت أتبع هذه الطريق مع أمي وأستهتر بها وأسخر منها والعياذ بالله، وأمي عكس أبي، فهي إنسانة طيبة جيدا، وعندها قلب واسع وحنون وعاطفية أكثر من اللزوم، أحيانا أشفق عليها عندما يصرخ عليها أبي أمام الناس مما يحسسها في الكثير من الحالات بالإهانة وعدم عزة النفس.
أريد تحسين هذه العلاقة، ولكن عندما آتي إلى التطبيق أجد حاجزا نفسيا كبيرا يقف أمامي.
أنتقل إلى علاقتي مع إخوتي، فأنا الأخ الثاني من الإخوة والأخوات والأول من الإخوة، كثير المشاجرات معهم، ولا أعرف أن أتعامل معهم، فأختي الكبيرة دائما استهزئ بها ولا أحترمها، وأضربها أحيانا، وأختي الأصغر ألقبها بألقاب قبيحة وأضربها كثيرا، وهي حساسة إلى حد كبير، ومعاملتي هذه أثرت على أخلاقها سلبا.
أما أخي الصغير فأنا أكثر أفراد الأسرة تسلطا عليه، فأهينه كثيرا وأحطمه نفسيا وعقليا، ولا أدري لماذا أفعل هذا؟ مع أنه ضعيف جدا، فبدل أن أساعده أجهز عليه.
أما أخي الأصغر فهو فطين، وكان نجيبا كثيرا منذ الصغر، ولكن كثير المشاكل داخل البيت، ولقد أدت به الشجارات إلى لجوئه إلى الشارع ليقضي أغلب وقته مع الأولاد الضائعين، مما أثر عليه إلى حد كبير، وأصبح بالرغم من صغر سنه يسخر من أمي، وأخشى أن أقول: إنه تعلم هذا من معاملتي لها، أريد أن أمسكه قبل فوات الأوان.
أعلم أن هذه المشكلة معقدة وتحتاج إلى المزيد من الوقت لتصلح، ولكنني لا أفقد الأمل؛ لأنني ما زلت في مراحل صقل الشخصية، وأريد أن أغير هذه المعاملة لأضمن مستقبلا سعيدا مع العائلة ومع زوجة المستقبل إن شاء الله.
أرجو ألا تبخلوا علينا بالرد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.