كيف أعالج الخوف والرهبة التي تحرجني أمام الناس؟

0 86

السؤال

السلام عليكم.

أنا كثيرة الخوف من الناس، أرتبك إذا سمعت أحدا سيزورنا، وأتعرق وأتخبط وأتلخبط بالكلام، حتى الناس ينظرون إلي بشفقة، وإذا كان عندنا مناسبة أتعذب من كثرة الخوف من ردود فعل الناس تجاهي، ولا أحد يعطيني وجها، وليس لدي شخصية، الرهاب يقتلني وأنا في عمر صغير، كيف أقضي حياتي هكذا طول العمر؟ ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راوية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه أول مشاركاتك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على الثقة في هذا الموقع.

الذي لديك هو رهاب أو خوف من التجمعات، وهو نوع من الرهاب أو القلق الاجتماعي، وأهم شيء في علاج الرهاب الاجتماعي هو أن تصححي مفاهيمك حول نفسك، الخوف من هذا النوع ليس دليلا على ضعف في الشخصية أبدا، هو خوف مكتسب، غالبا يكون حدث لك من تجربة سابقة سالبة، وما دام هو شيء مكتسب ومتعلم فسوف يزول، هو ليس جزءا من كيانك النفسي، وليس جزءا من تركيبتك النفسية أو شخصيتك.

كوني أكثر ثقة في نفسك، حقري هذا الخوف، ودائما ابني مشاعر أنك لست بأقل من الناس، وأنا أريد أن ألفت نظرك لشيء مهم جدا، وهو أن مشاعرك حول ردود أفعال الناس وتوجههم نحوك هي مشاعر خاطئة ومبالغ فيها، فلا أحد يراقبك، ولا أحد يقلل من شأنك أبدا، وحتى إن شعرت بضيق أو تسارع في ضربات القلب أو خفة في الرأس عند حضور التجمعات هذه مشاعر خاصة بك أنت، ولا أحد يستشعرها، وفي ذات الوقت مبالغ فيها.

فإذا الذي أطالبك به هو الثقة في نفسك، ولا تتجنبي هذه المواقف أبدا، بل أكثري مما نسميه بالتعريض أو التعرض الاجتماعي، تواصلي مع صديقاتك، انضمي لإحدى الجمعيات الخيرية أو لأحد مراكز تحفيظ القرآن، هذه ممتازة جدا، وتجعلك إن شاء الله تعالى تحسين بالأمان، حتى وإن حدث خوف من الوهلة الأولى إلا أنه سوف يتلاشى ويتلاشى تلقائيا.

أحسني إدارة وقتك، وارفعي من كفاءتك الشخصية والمعرفية من خلال الاطلاع، القراءة تفيد الإنسان جدا، واكتساب العلم لا شيء مثله. اجعلي صلاتك في وقتها، واجعلي لنفسك وردا قرآنيا، الأدعية والأذكار تبعث الطمأنينة والأمان في النفس.

أيتها الفاضلة الكريمة: أبشرك أنه توجد أدوية ممتازة وممتازة جدا. عقار مثل (سيرترالين) والذي يسمى تجاريا (زولفت) وربما تجدينه تحت مسميات تجارية أخرى، يعتبر دواء مثاليا، لأنه يعالج هذه الحالات تماما لمن استعمله حسب التعليمات وبالجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة، دواء لا يسبب الإدمان، لا يضر بالهرمونات النسائية، وإن التزمت به أعتقد أنه سوف يفيدك كثيرا.

توجد أدوية أخرى مشابهة له، مثل الـ (زيروكسات) وكذلك الـ (سبرالكس)، كلها تعالج الرهبة الاجتماعية، لكن السيرترالين ربما يكون هو الأفضل.

الجرعة هي: أن تبدئي بنصف حبة (خمسة وعشرون مليجراما) يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعليها حبة كاملة لمدة شهر، ثم تجعلينها حبتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

أحد الآثار الجانبية البسيطة للدواء هو أنه ربما يزيد من شهيتك نحو الطعام، فإن كان لديك قابلية لزيادة الوزن أرجو أن تتخذي التحوطات اللازمة من ممارسة للرياضة وتحكم غذائي سليم.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وإن أردت الذهاب إلى طبيب نفسي أيضا هذا سوف يكون جيدا، المهم أن الحالة بسيطة، وهي بالفعل مزعجة، ولابد أن تعالج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات