السؤال
هل الديباكين مفيد لنوبات الاكتئاب مثل فائدته وسيطرته على نوبات الهوس؟ علما بأن الدكتور شخصه بأنه ثنائي القطب من الدرجة الثالثة، والتي تأتي بعد تناول مضادات الاكتئاب.
هل القلق والتوتر الذي يأتيني جزء من نوبة الاكتئاب أم أنه منفرد؟ وهل سيختفي القلق والهلع مع تثبيت المزاج وأكتفي بالديباكين؟ أم لابد من تناول مضادات القلق؟ وما هي فائدة تثبيت المزاج؟ وهل أحتاج مضادات اكتئاب بجانب الديباكين أم الديباكين يكفي؟
والله أنا تعبت كثيرا من الاكتئاب، وأثر على كل مناحي حياتي،
ربنا يبارك فيكم، وحفظك الله يا دكتور.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ولك استشارات سابقة، وأنا أعرف أن نوبات الهوس التي أتتك كان تناول مضادات الاكتئاب سببا مباشرا فيها، لكن هذا دليل قاطع على أنه أصلا لديك استعداد لهذه النوبات.
سؤالك حول الدباكين هل هو مفيد لنوبات الاكتئاب مثل فائدته وسيطرته على نوبات الهوس؟
الدباكين ليس بالقوة والفائدة في علاج نوبات الاكتئاب إذا ما قارناها بنوبات الهوس، له قوة متميزة جدا في علاج نوبات الهوس والتحكم فيها، وله فوائد أيضا لعلاج نوبات الاكتئاب، لكنها ليست بنفس مستوى علاج نوبات الهوس.
والدباكين فائدته الكبرى في حالات النوبات المختلطة، هناك بعض الناس قد تكون النوبة لديهم مختلطة، فيها شيء من الأعراض الهوسية وشيء من الأعراض الاكتئابية، وأنت حين ذكرت موضوع القلق والهلع: هذا ربما يكون مؤشرا على وجود شيء من الاختلاط في الأعراض، وهنا يعتبر الدباكين ممتازا ومتميزا جدا.
الدواء الأمثل لعلاج نوبات الاكتئاب في حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو عقار (لامتروجين) والذي يعرف تجاريا (لامكتال)، كما أن الـ (ليثيوم) دواء ممتازا ومثاليا. لكن حالتك ما دامت من الدرجة الثالثة لا أعتقد أنها تتطلب تغيرات كثيرة، يمكن أن تشاور الطبيب في عقار (لامكتال).
القلق والتوتر نعم هو جزء من نوبات الاكتئاب، ولا يوجد اكتئاب بدون قلق أو توتر، هذه مقولة نفسية أراها صحيحة جدا، وليس من المستحسن أن نفصل بين هذه التشخيصات، يعني: ليس من الجيد أن نقول للإنسان لديك قلق كتشخيص ولديك توتر كتشخيص ولديك اكتئاب كتشخيص، لا، هي في بوتقة واحدة، ومرتبطة مع بعضها البعض.
سؤالك: هل سيختفي القلق والهلع مع تثبيت المزاج؟
أنا أرى ذلك، لأن تثبيت المزاج يؤدي بالفعل إلى تثبيت كل شيء وجداني عند الإنسان، والقلق والهلع هي اضطرابات وجدانية، وإذا لم يتحسن الإنسان من نوبات القلق أو الهلع يمكن أن يضاف عقار آخر بجرعة صغيرة مثل عقار (رزبريادون) مثلا، بجرعة واحد مليجرام، يفيد، أو عقار (سوركويل) بجرعة خمسين إلى خمسة وعشرين مليجراما.
تثبيت المزاج - أيها الفاضل الكريم - يجعل الإنسان متوازنا من ناحية المزاج، لا انخفاضات ولا ارتفاعات في المزاج، فالاكتئاب مؤلم، والهوس أيضا مؤلم. فهذه هي الفائدة الأساسية لتثبيت المزاج، ومن الناحية الاجتماعية أيضا الإنسان المكتئب لا يستطيع أن يتفاعل اجتماعيا، والإنسان الذي يعاني من الهوس لا ينضبط اجتماعيا، وكلا الوضعين غير مقبول، فتثبيت المزاج فوائده كثيرة، وكثيرة جدا.
هل تحتاج لمضاد اكتئاب بجانب الدباكين؟
أنا أعتقد تجنب مضادات الاكتئاب أفضل، لأن مضادات الاكتئاب في حالتك قد تدفعك نحو القطب الهوسي، وإن كان هنالك حاجة شديدة لتناول مضادات الاكتئاب يجب أن تكون بجرعة صغيرة، وتحت الإشراف الطبي، ويقال أن عقار (زيروكسات) والذي يسمى علميا (باروكستين) لا يدفع نحو القطب الهوسي.
لا تيأس - أخي الكريم - حسن الدافعية عندك، وبجانب العلاج الدوائي لا بد أن تعالج نفسك سلوكيا، وأن تكون إيجابيا، وعلى النطاق الاجتماعي: يجب أن تكون نشطا، وأن تحرص على صلواتك وعباداتك في وقتها، وأن تكون دائما شخصا متفائلا وحسن التوقعات.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.