سمحت له بالكلام معي فتعلق بي وتعلقت به!

0 58

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكركم على هذا الموقع الرائع والمفيد، جعله الله في ميزان حسناتكم.

هذه أول مرة أرسل لكم؛ لذلك لا أعرف أين أتجه برسالتي، لكني سأطرح معضلتي وعسى أن تصل إلى المكان المناسب:

أنا فتاة من عائلة محافظة وملتزمة -والحمد لله-، ألبس الحجاب، وأجتهد لحفظ نفسي جيدا. عمري ثلاثون سنة، لست متزوجة، وإشكالي هنا: قبل ثلاث سنوات تقدم شاب للكلام معي بقصد الخطبة، وفي بادئ الأمر لم يكن ملتزما؛ فرفضته لذلك، ولكنه بدأ يلتزم وعاد للكلام معي، وأراد أن يتقدم لأبي، ولكن أبي في ذلك الوقت كان في مرض الموت، ولم أستطع أن أخبره عن ذلك الشاب، فما كان لي إلا أن رفضته مرة أخرى، وهنا بدأت مشكلتي، فلم أستطع أن أتجاوز الأمر منذ ذلك الحين، مع العلم أنني أراه غالبا؛ لأنني أعمل.

بعد ثلاث سنوات استسمحته في ما فعلت خشية أني ظلمته، فسامحني، ولكن الأمر لم يتوقف هنا؛ فقد كان بين الحين والآخر يقوم بنصحي في الدين وما إلى ذلك؛ فتعلقت به، وعلمت بعدها أنه لم يتجاوز الأمر هو أيضا، وقد أصبح مفتونا بي منذ ثلاث سنوات، وكلما رآني زاد طلبه لي بطريقة عجيبة، علما أنه ملتزم، وقال إنه يغض بصره عن النساء جميعا إلا عني؛ فهو لا يستطيع؛ فزاد همي؛ لأن رفضي له في الأول كان سببا في هذه الفتنة، ولم يتوقف الأمر عنده، فبعدما سمعت بما هو واقع فيه من الفتنة أصبحت أفكر بما فعلت، وأحس أني لا أستطيع أن أتجاوز الأمر؛ فقد تعلقت به أنا أيضا، لدرجة أني أعتقد أني لن أتزوج وقلبي فيه علة، ومنذ ذلك الحين وأنا أبكي وأدعو الله أن يفرج عني وعنه؛ فمصابي جلل.

أرجو منكم النصيحة، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة اللوتس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونرحب بك بين إخوانك وأخواتك الذين يسعدون بالإجابة على تساؤلات رواد الموقع، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يجمع بينكم بالحلال إن كان في ذلك خير وطاعة للكريم المتعال، وأن يحقق لكم وبكم الآمال.

لا شك أن استمرار الشاب في رغبته مؤشر جيد في الموضوع، كما أن تحسن وضعه من الناحية الدينية مبشر ومرجح لكفة القبول به، والأهم من كل ذلك هو ما يحدث في قلبك من تغير إيجابي تجاهه.

وأرجو أن تعلمي أن العلاج لك وله يتمثل في تحويل الميل الحاصل إلى علاقة شرعية؛ عبر المجيء لداركم من الباب، ومقابلة أهلك الأحباب، وإذا جاء بأهله وحصل التعارف فمن حق كل طرف أن ينظر في الموضوع بطريقة شاملة، كما أن الشرع يكفل لكل الأطراف أن يسألوا، وعلى محارمك السؤال عنه، والرجال أعرف بالرجال، وأهلك ومحارمك هم أحرص الناس على مصالحك.

ونحن لا نؤيد الاستعجال بإغلاق الباب أو تعمد الرفص، ونذكر بأن الحياة فرص، وأنك لن تجدي أفضل ممن كرر المحاولات في طلب يدك، ونذكر بأن الرفض الثاني من قبلك كان بسبب الظرف الصحي للوالد، ونسأل الله أن يرحم أمواتنا وأموت المسلمين.

ولا يخفى على أمثالك من الفاضلات العاقلات أن المؤمنة تستشير وتستخير، ثم تتوكل على ربها القدير، والاستخارة فيها طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، ولن تندم من تستخير وتستشير.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وها نحن نكرر الترحيب بك، ونتشرف بمتابعة هذا الموضوع معك، فأنت في مقام بناتنا وأخواتنا.

نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يحفظك ويتولانا وإياك.

مواد ذات صلة

الاستشارات