السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاه عمري 17 سنة، منذ الصغر وأنا لا أستطيع محاورة والدي أو عائلتي، كلامي معهما عادي، لكني لا أستطيع الكلام عما يحدث لي من أحداث ومواقف، كأن أخبرهما مثلا عن رحلة في المدرسة، أو حفلة في المدرسة، وغيرها، وعندما أقرر إخبارهما يبدأ ينبض قلبي بقوة النبض وأتنفس كما أنني كنت في سباق.
آخذ القرارات التي تخصني، أكون قد قررت في داخلي، ولا أخبر والدي بقراراتي، وأبقى صامتة عندما يحدثاني، مما يجعلهما يفسران الأمور على نحو خاطئ، ولا أستطيع الدفاع عن نفسي، العلاقة بيني وبينهما جيدة، فهما يحبانني وأنا أحبهما، لكني لا أبوح لهما بيومياتي، فأنا فتاة كتومة، فهل الأمر طبيعي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، وتواصلك مع الموقع يعتبر بداية للتصحيح، ونسأل الله أن يصلح حالك.
اعلمي أن الوالدين يفرحان بالاستماع لأبنائهما، فلا تتردي في الإفصاح عن كل ما يدور في نفسك، ولن تجدي إلا التشجيع والقبول، خاصة أن علاقتك بهما جيدة، وأنت في عمر يؤهلك للتفاهم والحوار، وإذا كنت في صغرك لم تتكلمي، فالوضع الآن مختلف، ولا أعتقد أن هناك مانع من كتابة رسائل للوالد أو الوالدة إذا كانا ممن يستخدم وسائل التواصل، وهذه الطريقة كبداية أو وسيلة لفتح النقاش أو التفاهم معهما، وأما إذا تحدثا معك فلا تصمتي، وأخبريهما بكل ما في نفسك، وثقي بأنهما سيتفهمان مشاعرك، خاصة أنهما يحبانك، وحبهما فطري يشتمل على الرحمة والود والقبول.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونحن ندعوك إلى تغيير الوضع، والمبادرة بفتح خطوط الحوار مع والديك، ويمكن أن تجعلى البداية بمناقشة مواضيع عامة، فالوضع الحاصل ليس طبيعيا، والوقت مناسب للتصحيح انطلاقا من مرحلتك العمرية، وفي ذلك مصلحة لك في حياتك المستقبلية.
ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك ويحفظك ويتولاك.