ما تفسير وعلاج اضطراب النظر وتشتيته؟

0 70

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي اضطراب حاد في النظر إلى الآخرين؛ مما يسبب لهم الضيق والحرج، وأحيانا يشعرون بالخوف مني، مثلا انظر للشخص عند أكله فتجده يقلق من نظري تجاهه، حتى أفراد العائلة يتحرجون من نظري تجاههم، حاولت عدة مرات التخلص من هذه الصفة الذميمة ولكن لم أستطع، فما تفسير حالتي؟ وهل من علاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه أحد العادات غير المقبولة، وهي عادة اكتسبها الإنسان من خلال أن يركز وينظر إلى إنسان معين، وقد يكون هذا النظر بدقة وتركيز للدرجة التي تلفت نظر الشخص الآخر، هذه العادة يرى بعض علماء السلوك أنها ذات طابع وسواسي، بمعنى أن الإنسان قد اكتسبها ويعرف سخفها وأنها ليست صحيحة، ولكنه لا يستطيع أن يتخلص منها.

العادات المكتسبة يفقد اكتسابها من خلال التعليم المضاد، فأنت مطالب بأن تتفهم بدقة وتمعن شديد قبح هذه العادة وما تسببه لك من حرج، وبالفعل قد تدخلك في إشكال مع أناس آخرين، البعض قد يواجهك ويهاجمك: لماذا تنظر إلينا بهذه الكيفية؟ وقد شاهدت هذا النوع من السلوك والاحتجاج من الطرف الآخر.

فاستشعارك وتفهمك الجاد للمشكلة سوف يجعلك تحضر نفسك للتخلص منها، وبعد ذلك تأتي بعض التطبيقات السلوكية على المستوى المعرفي الفكري، وكذلك على المستوى العملي، على المستوى المعرفي الفكري: ضع نفسك في مكان شخص ما وتصور أن أحدا قام يحدق عليك وينظر إليك بنفس الكيفية التي تقوم بها أنت حيال الآخرين، قطعا هذا وضع غير مرضي، والشيء الذي لا تقبله لنفسك يجب ألا تقبله للآخرين، هذا أيضا مبدأ سلوكي معرفي.

وبعد ذلك يمكنك أن تقوم ببعض العلاجات السلوكية التنفيرية - كما نسميها -: اجلس في مكان هادئ، في داخل الغرفة مثلا، واجلس أمام طاولة، واجلب لنفسك هذه الخواطر، وتصور أنك تقوم بالنظر إلى شخص ما بصورة غير لائقة، وفجأة قم بالضرب على يدك بقوة شديدة، لتحس بالألم. الضرب يكون على سطح الطاولة الصلب، ولا بد أن تحس ألما شديدا، والهدف هو أن تربط ما بين فكرة النظر للآخرين والألم، علماء السلوك وجدوا أن إيقاع الألم على النفس يضعف تماما كيفية التفكير الآخر، كرر هذا التمرين عدة مرات، ودرب نفسك عليه، سوف يفيدك.

أيضا يمكن أن تبني فكرة جديدة، قل: (أنا أبدا لن أنظر إلى الناس بهذه الكيفية، سوف أدعو لهذا الأخ مثلا، أو لهذه المجموعة من الناس، أدع لهم بالخير) وهكذا، وهذا نوع من الاستبدالات السلوكية التي يمكن أن تخلصك من هذه العادة.

هذا ما أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات