السؤال
السلام عليكم
قبل أربعة أيام اصطدم رأس طفلي ذي الثلاث سنوات برأسي، وكانت الضربة قوية جدا في أعلى الرأس عندي، والطفل لم يتألم.
تأثرت جدا من الضربة وبقي رأسي يؤلمني لمدة يومين، حتى إني فكرت بعمل صورة للرأس، وبعدها اختفى الألم ولم أقم بتصوير رأسي، ولم أزر الطبيب.
لم أفقد الوعي بعد الضربة، ولم يحصل أي شيء غريب سوى الألم الشديد، والضغط في الرأس مكان الضربة، واختفى الألم بعد يومين.
اليوم بعد مرور4 أيام على الضربة استيقظت من النوم على دوار، وأشعر بعدم اتزان، هل ممكن أن يكون من أثر الضربة؟ وهل يتوجب علي مراجعة طبيب أو عمل صورة للرأس؟
أفيدوني، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كثيرا ما يتعرض الرأس لضربات مفاجئة مثل التي حدثت معك وأقصى ما يمكن أن تؤدي إليه تلك الضربات هو ما يعرف بـارتجاج المخ أو post concussion، ويعاني المريض فيه من الصداع والدوخة، ثم يختفي كل شيء، ويتم الشفاء -إن شاء الله-.
عودة الدوخة وعدم التوازن بعد مرور 4 أيام يؤكد استبعاد حدوث ضرر أو نزيف في الدماغ.
هناك في طب الطوارئ emergency medicine حالة تسمى Lucid Interval وبالعربية فترة الصحو وهي الفترة التي تلي تعرض الدماغ لضربة شديدة، وهي فترة تحسن مؤقت في حالة المريض بعد إصابة دماغية رضية والتي بعدها تتدهور حالته، وفترة الصحو هذه تدل على نزف خارج المخ وداخل الأغشية المحيطة به.
أقل مدة لفترة الصحو في حدود 6 ساعات الى 24 ساعة ومرور 4 أيام على تلك الضربة ينفي تماما حدوث ضرر إن شاء الله، ولكن لا مانع إذا استمرت الدوخة والزغللة من عمل تصوير رنين مغناطيسي MRI، أو تصوير طبقي محوري CT scan على الرأس؛ للاطمئنان.
قبل ذلك يمكنك عمل بعض الفحوصات: فحص صورة الدم CBC وفحص فيتامين D، وفحص فيتامين B12 وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH، وقياس ضغط الدم؛ لأن الهبوط في الضغط قد يؤدي إلى الدوخة والزغللة، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، وبعدها يمكنك عمل التصوير إذا استمرت الأعراض.
وفقك الله لما فيه الخير.