السؤال
السلام عليكم.
أعاني من أفكار سلبية تلاحقني صباح مساء ولا أستطيع السيطرة عليها أبدا منذ الصغري، عندما أمر بمشكلة مع شخص في العائلة أو المقربين فلا تنتهي المشكلة، إنما تستمر في تفكيري رغم قطيعتي للشخص، وأشعر بغضب شديد وحقد على الشخص.
حاولت أن أشغل نفسي بذكر الله، لكني لم أستطع؛ لأن ذلك الشعور القوي يسيطر علي في كل أوقاتي، عند الصلاة والطبخ والنوم واليقظة، وهذا يزعجني كثيرا، ويضيع الكثير من وقتي.
تمر على المشكلة شهور وسنوات وتستمر معي حتى مع وفاة الشخص، أو طلبه السماح مني، أستمر أفكر كيف كان علي أن أتصرف معه حتى أحمي نفسي؟ ولماذا لم أنتبه؟ ولماذا لم أتصرف بشكل أكثر ذكاء؟ وهذا الشعور يغضبني جدا.
هذه الأفكار غالبا تكون في مخيلتي وأحيانا أجهر بها لنفسي، أعرف أنني لست طبيعية، وأخوتي يقولون لي أنني أعيش في الماضي، أرجو إفادتي.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونؤكد لك أن شعورك بالمشكلة هو أول وأهم خطوات صلاح الحال بعد توفيق الكريم المتعال، ونسأل الله أن يعينك على نفسك وعلى الشيطان وأن يحقق لنا ولكم في طاعته سبحانه الآمال.
أرجو أن تتعوذي بالله من الشيطان كلما حاول عدوك أن يرجع بك إلى الماضي يجدد الجراح، وتذكري أن هم هذا العدو هو أن يحزن أهل الإيمان وليس بضارهم شيئا إلا إذا قدر مالك الأكوان، وعاملي عدونا ينقبض قصده وأكثري من ذكر الله وتلاوة كتابه فإن في كل ذلك ازعاجا وطردا للشيطان.
ولا يخفى عليك أن نسيان الجراح أعظم في الأمر من مجرد كظم الغيظ، كما أن العفو مطلوب، وأعلى منه الإحسان إلى من يسيء إلينا، وكل ذلك واضح في قوله تعالى: (والكاظمين الغيظ) ثم قال بعدها: (والعافين عن الناس) ثم جاء في ختام الآية: (والله يحب المحسنين).
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك للاستمرار في مجاهدة النفس، ومما يعينك على ذلك ما يلي:
1- طلب المعونة والتأييد من الله.
2- تذكري الثواب الذي سوف تفوزين به إذا تخطيت من آثار الماضي وجراحاته.
3- علمك بأن لو تفتح عمل الشيطان.
4- يقينك أن كل ما حصل كان بتقدير الله وأن له سبحانه وتعالى حكم عظيمة.
5- إدراكك لمنزلة الحلم ومكانة الحلماء عند الله.
6- اليقين بأن عفوك عن الناس مما يجلب عفو الله عنك فالجزاء من جنس العمل.
7- الاشتغال بمعالي الأمور وعمارة الأوقات بالأذكار والطاعات والأعمال النافعة والهوايات المفيدة.
وفقك الله وسدد خطاك.