السؤال
السلام عليكم.
أشعر بفجوة أو انتفاخ تحت القفص الصدري مباشرة من جهة اليسار، وتتسبب لي في الأعراض الآتية:
- تجشؤ بصفة مستمرة.
- تطبل البطن أغلب الأحيان.
- غثيان وقيء في كثير من الأحيان.
- اختناق وضيق في التنفس في بعض الأحيان.
- إمساك مستدام.
- خمول دائم وانحطاط في المعنويات.
فهل يمكنكم تشخيص مرضي؟ فقد تعبت من مراجعة الأطباء! فبعضهم يصر على أنه قولون عصبي، وبعضهم يؤكد بأنه بسبب تضخم الكبد الدهني، وآخرون يعتقدون بأنها قروح في القولون المستعرض، وغيرهم يقول ارتجاع مريئي بسبب فتق في الحجاب الحاجز، وهكذا لم يتفق اثنان.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التجشؤ والغثيان والشعور بالمرارة في الحلق والحموضة هي صفات الارتجاع المريئي الناشئ في الغالب إما عن الإصابة بالجرثومة الحلزونية H-Pylori؛ لأنها تمثل السبب الرئيسي في حموضة المعدة والحرقان والارتجاع، ويتم تشخيصها بتحليل عينة من البراز، ولها علاج يسمى العلاج الثلاثي الذي يتكون من نوعين من المضادات الحيوية، بالإضافة إلى أحد الأدوية التي تقلل من إفراز أحماض المعدة، وبالتالي يتم القضاء على الجرثومة والتخلص من الحموضة والارتجاع.
والسبب الآخر للارتجاع المريئي هو فتق الحجاب الحاجز، ويتم تشخيص الفتق من خلال عمل منظار للمعدة، ومن فائدة المنظار تشخيص التهاب وتقرحات المعدة، واستبعاد الأورام، ويمكن عمل إجراء تعديل بسيط في سرير النوم، بحيث تصبح منطقة الرأس أعلى من منطقة القدمين بحوالي 30 درجة على الأفقي، من خلال وضع مثلث خشبي يمكن تصميمه عند النجار بحيث تظل منطقة الرأس أعلى من منطقة المعدة والقدمين، وإذا قلت الحموضة والتجشؤ فقد يكون السبب هو فتق الحجاب الحاجز.
ومن الممكن تجربة طحن بعض الأرز وإضافة ملعقة من المطحون على الزبادي وتناوله لما له من تأثير ملطف لجدار المعدة، وتكرار ذلك عند الشعور بالحموضة، ولا مانع من تناول حبوب pantozol 40 mg أو pariet 20 mg على الريق صباحا لمدة شهر، مع الحرص على عدم ملئ المعدة خصوصا قبل النوم، والحرص على تناول وجبات خفيفة ومتكررة.
ومما يساعد في علاج جرثومة المعدة، وعلاج قرحة المعدة تناول كبسولات Probiotic مرتين في اليوم لعمل توازن بين البكتيريا الضارة والبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى ضرورة الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخنا، وتجنب التوابل الحارة، مع الحرص على تناول مشروب مغلي أوراق النعناع والريحان وبعض الكمون، مع القليل من العسل لعلاج الانتفاخ والغازات والتقلصات المعوية.
وعلاج الإمساك من خلال تناول المزيد من الألياف الطبيعية والسوائل، ويمكن الحصول على الألياف الطبيعية من خلال تناول شوربة حبوب الشوفان والبرغل، مع الحاجة إلى تناول الخضروات المطبوخة، مثل الكوسة، والملوخية، والبامية، مع الإقلال قدر الإمكان من شرب الشاي والقهوة لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك.
ويمكن الحصول على السوائل من خلال الإكثار من شرب الماء، وتناول عصير الخوخ والتين والبرتقال، والإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات، وتناول فاكهة الخوخ والتين؛ لأنها ملينة بطبيعتها، كما أن الصمغ العربي وهو منتج يأتي من السودان في صورة بودرة سريعة الذوبان في الماء يساعد كثيرا في علاج القولون والإمساك وعسر الهضم والانتفاخ والغازات.
والخمول، والكسل، وانخفاض المعنويات مرتبط بالحالة المرضية وتأخر الشفاء، ومع إعادة تنظيم الغذاء، ومع الغذاء الروحي، بالإضافة إلى الغذاء الجسدي من خلال الصلاة على وقتها، والتعود على الأذكار، وقراءة ورد ثابت من القرآن.
مع الحرص على أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع أهمية أخذ حقن فيتامين ب المركب المغذية للأعصاب Neurobion في العضل يوما بعد يوم عدد 6 حقن، مع الحرص على الإكثار من الحليب، وتناول منتجات الألبان؛ لأنها المصدر الأساسي لعنصر الكالسيوم.
مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى Endorphins، وهي في الواقع مسكنة قوية تساعد في ضبط العمليات الحيوية ليلا لكي يستيقظ الإنسان وكله حيوية ونشاط، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا مدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات، والقيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا، والاستيقاظ مبكرا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.
وفقك الله لما فيه الخير.