السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا: أشكركم على هذا الموقع الرائع، فجزاكم الله خيرا.
أنا شاب أبلغ من العمر24 عاما، أواجه مشكلة، وهي أنني أحس أن نفسي ذو شخصيتين: إحداهما قوية، والتي تصيبني عندما أكون في أحلام اليقظة، بحيث أنني -مثلا- إذا أردت أن أعمل أي شيء سواء كانت مقابلة شخص أو دراسة أو أي عمل، أشعر أني سأملك الدنيا كلها، وسأعمل عملي على أكمل وجه، وأخطط لعملي بشكل جيد، وأرتب أفكاري وأقوالي التي سأقولها، ولكن إذا أتيت إلى الواقع تأتي الشخصية الثانية وهي الشخصية الضعيفة، ويذهب كل شيء هباء منثورا، فلا أنجز عملي على الوجه المطلوب، ولا أجيد الحديث مع الشخص كما كنت أتخيل، وتضيع كل أفكاري فلا أستفيد شيئا، بحيث أنسى كل الكلمات التي رتبتها، وأحيانا يتغير نمط الحديث كاملا، بحيث أنني إذا كنت أريد أن أقنع شخصا ما برأي، أفقد الطريق، ويمكن أن أقتنع برأي الطرف الآخر، مع أنني كنت أملك الأفكار، لكن في لحظة المواجهة يضيع كل شيء.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيرا على سؤالك، ونشكرك على ثقتك في الشبكة الإسلامية.
لقد عرض علي سؤال مماثل لهذا السؤال منذ فترة، وحقيقة الأمر بالنسبة لما يلاحظه الإنسان في بعض المرات من اختلاف وتباعد في أبعاد شخصيته وربما تناقض أيضا، كثيرا ما يكون مرتبط بأحلام اليقظة، حيث أن التفكير الممتزج بالخيال يكون محببا إلى النفس دون أن يكون للإنسان المقدرات الواقعية للوصول فيما استرسل فيه.
ليست كل أحلام اليقظة سيئة، وهي كثيرا ما تكون مرحلية، وتتقلص بعد مدة من الزمن.
الشيء الذي أود أن أنصحك به هو أن تحاول دائما تغليب الجانب الواقعي في حياتك، وتحقير الجانب الغير واقعي، دون المساس أو التقليل من قيمة ذاتك، وهذا يتأتي بإجراء الحوار المنطقي مع النفس، ووضع أهداف بسيطة ومعقولة، والوصول إليها بعد أن تضع الآليات التي سوف توصلك إليها، ولابد لهذه الآليات والإمكانات أن تكون موجودة ومتوفرة لك بالفعل.
شيء آخر هو أن تقلل من مراقبتك على ذاتك بقدر المستطاع، وذلك حتى لا تحاسب نفسك على كل صغيرة وكبيرة، وصدق من قال: إن على الإنسان أن لا يراقب نفسه وذاته إلا في طاعة الله.
وبالله التوفيق.