السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة تخرجت مؤخرا، عشت علاقة عاطفية لفترة مع شاب بدون أن نتكلم مع بعضنا، مكتفين بالمتابعة على مواقع التواصل، ولا أدري إن كان هناك أمل أن نلتقي مرة ثانية، يلاحقني كالخيال بكل حياتي وأحلامي، وأنه مهما ركزت طاقتي على تحقيق أحلامي، ووصلت لما أريد؛ فإنه لن أشعر بالسعادة، وكأن شيئا ينقصني، فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على حسن إدارة عواطفك، وأن يصلح لك الأحوال، وأن يهيئ لك السبل الموصلة إلى الحلال، وأن يحقق لك في طاعته الآمال.
لا عبرة بالعلاقة المذكورة؛ لأنها لم تلامس الواقع، ولم يحدث بعدها مجيء للبيوت من أبوابها، وقطعها مطلب ملح، ومهما كانت المرارة الحاصلة أو المتوقعة في حال إيقاف العلاقة، فإن الأخطر والأشد مرارة ودمارا وخسارة هو الجري وراء السراب.
فعجلى بالتوبة، واصدقي في توبتك، وأخلصي في أوبتك، وحكمي عقلك بعد دين ربنا وربك، واسألي الله أن يخرجه من قلبك، وتذكري أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا.
ولا يخفى على أمثالك خطورة ما يحصل على مواقع التواصل، والعاقلة مثلك تتقيد بأحكام الشرع الحنيف، والإسلام كرم المرأة، وأرادها مطلوبة عزيزة، لا طالبة ذليلة، فافرحي بتكريم الله، ولا تقبلي إلا بمن يأتي إلى داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، ويقدم صداقا يدل على صدقه، وإذا في الشاب خير فسوف يبحث عنك حتى يصل إلى أهلك، فإن فعل فاقبلي به بعد أن تتأكدي أنه تاب كما تبت، وتجدين في نفسك ميلا وارتياحا وانشراحا وقبولا.
ثم عليه أن يأتي بأهله؛ لأن الزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، ولكنه علاقة بين أسرتين، وربما علاقة بين قبيلتين، وسوف يكون هاهنا أخوال وخالات، وفي الجانب الآخر أعمام وعمات.
أرجو أن تطردي وهم العجز عن استئناف الحياة بعد قطع العلاقة، وتخيلي أنه مات، أو تخلى عنك، وقد تخلى عنك فعليا كما هو واضح، فكيف تكونين وفية لمن عبث بعواطفك ثم مضى وتركك بعد أن قضى فترة الجامعة؟
فمن الشباب من همه فقط قضاء بعض الوقت مع الفتيات ثم يمضي بعد ذلك إلى غيرك، وأرجو أن تعلم بناتي أن في الشباب ذئابا، وأن الكلام المعسول فن يجيده كل أحد، ونسأل الله أن يهدي الجميع.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد والطواعية لرب العباد.
سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك، ويسدد خطاك، وأن يحفظك ويتولاك.