السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب عمري 21 سنة، كنت مع زملائي فأصابني شعور الخوف وعدم الاتزان وتسارع دقات القلب ورجفة وبرودة.
راجعت المستشفى، وقمت بعمل تحاليل، وكانت النتائج سليمة، وبعدها أصبت بمشاكل في الجهاز الهضمي، فراجعت طبيبا مختصا، فأخبرني أنها غازات ومشاكل في المعدة.
أشعر بخوف شديد ووسواس حتى لا أستطيع التركيز، مع طنين عند النوم، أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amin حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من وصفك لحالتك نستطيع نقول أن النوبة الأولى التي سببت لك الخوف الشديد وعدم الاتزان وتسارع ضربات القلب والرجفة وبرودة الأطراف: هي نوبة هرع أو فزع، وهذا نوع من القلق النفسي الحاد الذي يأتي دون مقدمات، وبالفعل هو مزعج، ولكنه ليس خطيرا.
وشعور الخوف مع نوبات الهرع دائما يكون مصحوبا بشعور من الخوف من الموت، أو أن الموت قد دنا واقترب، هذا نوع من قلق المخاوف، هكذا نشخصه وله أعراض جسدية مصاحبة، قد يحدث شعورا بالضيقة في الصدر، لأن عضلات قفص الصدر تتوتر مع التوتر النفسي، وقد يحس الإنسان أيضا بأعراض في الجهاز الهضمي، لأن عضلات القولون أيضا قابلة كثيرا للتقلصات وللانقباضات عند الإصابة بنوبات القلق أو الفزع أو الهرع.
ضعف التركيز وكذلك الطنين هي أعراض نفسوجسدية، بمعنى أن القلق هو مبعثها وسببها.
أيها الفاضل الكريم: مثاليا أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، هذا لا يعني أن علتك خطيرة أو شديدة، لا، الطبيب النفسي سوف يؤكد لك التشخيص، وبعد ذلك يضع لك الخطة العلاجية، والعلاج يتكون دائما من علاجات وإرشادات نفسية واجتماعية وإسلامية، وكذلك الدواء، أهم علاج نفسي هو أن يفكر الإنسان بصورة إيجابية، وألا يجعل الأفكار السلبية تستحوذه أبدا.
والوسواس يجب أن تفكر فيما هو مضاد له، ويجب أن تخالفه، ولا تحلله أو تسترسل في تفاصيله وتقنع نفسك بجديته، هو سخيف، ويجب أن يحقر.
وعلى النطاق الاجتماعي: التواصل الاجتماعي مهم، وإدارة الوقت مهمة، والصلاة في وقتها مهمة جدا، والتطوير النفسي نراه مهما، وتطبيق تمارين الاسترخاء وممارسة الرياضة كلها من الأشياء التي ترتقي بالصحة النفسية وتزيل الأعراض النفسية والجسدية.
أيها الفاضل الكريم: إذا المبدأ الأساسي هو أن تذهب إلى طبيب نفسي، والطبيب أيضا سيجري لك فحوصات رئيسية، تأكد من وظائف الغدة الدرقية على وجه الخصوص، نعتبرها مهمة في هذه الحالات.
وأنت تحتاج لعلاج دوائي، وأفضل علاج هو عقار (سيرترالين) والذي يسمى تجاريا (زولفت) أو (لسترال)، وربما تجده تحت مسميات أخرى في بلدكم.
الجرعة المطلوبة في مثل حالتك – إلا إذا أراد الطبيب أن يعطيك جرعة أخرى -: الجرعة المناسبة هي أن تبدأ بنصف حبة يوميا – أي خمسة وعشرين مليجراما – تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها خمسين مليجراما يوميا – أي حبة واحدة – استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين يوميا، وهذه الجرعة العلاجية تناولها لمدة شهرين، ثم خفضها إلى حبة واحدة يوميا لمدة شهرين آخرين، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، هو دواء سليم وفاعل جدا، وتوجد أدوية أخرى مماثلة له، مثل الـ (سبرالكس) والـ (زيروكسات).
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.