ألم القلب هل هو نفسي أم جسدي؟!

0 61

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قلبي يؤلمني في سائر اليوم (الجهة اليسرى من الصدر)، وأحس بوجع شديد في منطقة القلب عند النوم على الجانب الأيسر ينقطع عني النفس، وأحس بالاختناق الشديد، وأحس كما لو أن القلب يجد صعوبة في ضخ الدم إذا طالت فترة نومي على الجانب الأيسر، وفي حالة التوتر الشديد، أحس بوخز في منطقة القلب، وخدر باليدين وعدم القدرة على تحريكهما وتكمشهما (صارت لي هذه الحالة مرتين، الأولى: عند وفاة أخي الأصغر أسال الله له الرحمة، ومرة أخرى عندما لم يقدر ابني على التنفس وكاد يموت، لولا فضل الله تعالى ورحمته.

ذهبت لطبيب القلب والشرايين، وقام بعمل تخطيط للقلب، وقال لي: أن التخطيط يدل على مرض القلب العصبي، ولم يصف لي أي دواء، وقال لي: أن أبتعد عن التوتر والقلق، وهذا شيء مستحيل في حياتي بما تحمله الكلمة من معنى.

لا أحس بالإجهاد عند ممارسة أي نشاط عادة، ولا أستعمل أي أدوية، لا أدخن ولا أشرب الخمر.

جزاكم الله خيرا وأحسن لكم وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الفاضل يجب أن تدرك أنك لست مريض قلب، والألم المستمر الذي تشعر به في الجانب الأيسر من الصدر هو ألم عضلات وليس ألم قلب، حيث أن ألم الذبحة الصدرية يمتد لعدة ثوان أو دقائق بسيطة وليس لساعات، كما أن ألم القلب ليس على جانب الصدر ولكن خلف عظمة القفص الصدري في صورة ضغط على القلب كأنما وضعت حجرا كبيرا على الصدر، طبعا مع نقص الأكسجين، وضيق التنفس، ولذلك يجب أن تخرج مسألة مرض القلب من الحسبان خصوصا وأنت في الثلاثينات من العمر.

ولعلاج تلك الآلام يمكنك تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا لمدة 10 أيام، مع تناول حبوب أو كبسولات باسط للعضلات مثل muscadol أو myolgin ثم عند اللزوم بعد ذلك، مع أهمية أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوع، مع أهمية أخذ حقن فيتامين ب المركب المغذية للأعصاب Neurobion في العضل يوم بعد يوم عدد 6 حقن، مع الحرص على الإكثار من الحليب، وتناول منتجات الألبان لأنها المصدر الأساسي لعنصر الكالسيوم.

ومعروف أن التوتر والقلق والحزن يؤدي إلى كتمة النفس، وتسارع النبض، وحالة ذهنية ونفسية وجسمية مضطربة، وهذا يحدث بفعل التغيرات الهرمونية في جسم الإنسان، وسريعا ما يعيد القلب والمخ ترتيب أوضاع الجسم فيحدث التوازن المطلوب، ولذلك عالج القرآن وعالجت السنة المطهرة حالة والخوف وطريقة التعامل معها.

ولا مجال للخوف إلا من الله تعالى، ولا يصح أن نخاف من سلطان أو فقر أو حاجة، قال الله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون . إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) سورة النحل.

وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجا فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ) . رواه أحمد ( 3704 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1822 ).

أي أننا مأمورون أن نقرأ القرآن ونتدبره، وأن نقرأ في السنة المطهرة ونتدبرها؛ لكي يقر في عقولنا وقلوبنا أنه لا ضار ولا نافع إلا الله، وعند التوكل على الله تنزل السكينة في القلب مصداقا لقوله تعالى: (( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا ۚوعلى الله فليتوكل المؤمنون )) صدق الله العظيم.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات