السؤال
السلام عليكم.
أريد معرفة الجانب الديني في الأمور المتعلقة بالتواصل الاجتماعي.
لدي زوجة أخ وهي ابنة خالتي، تسكن في الدور الثاني من بيتنا، حدثت بعض الحساسيات وسوء الفهم بيننا، ولكن أثناء اللقاء يكون التعامل جيدا نوعا ما، ولا نريد القطيعة ولا نتعامل بها.
لكن قل التواصل معها بالهاتف، وقل منها احترام الوالدة أم زوجها وهي خالتها قبل أن تكون أم زوجها، لا تسأل عنها ولا تحدثها بالهاتف، ولا تسأل عنها إن مرضت، نحن تركناها في حالها وحياتها الشخصية، لكن إن اشتقنا للأطفال ذهبنا إليهم في بيتهم، ولا بأس إن التقينا معها بشكل عادي جدا، والأمر على ما يرام.
ولكن هناك أمر يضايقنا ويزعجنا وهو قلة احترامها وسؤالها عن الوالدة، المهم أن والدها مريض وقمنا بالاتصال بزوجته وهي خالتنا (والدتها)، واطمأننا عليه وقمنا بالواجب، وسافروا للعلاج ولم نكلم زوجة أخي عن والدها؛ لأنها لا تحسب أمنا في أي شيء، ولا تحترمها، هل هذا شيء عادي لا تحاسب عليه؟ وإن كان هناك تقصير في الدين في تصرفنا هذا فنرجوا النصيحة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
- بارك الله فيك -أختي العزيزة- وأهلا وسهلا ومرحبا في موقعك، وأسأل الله تعالى أن يرزقك التوفيق والسداد.
- بالنسبة لما بينك ووالدتك مع زوجة أخيك من الجفاء وسوء التفاهم؛ فالذي أنصحك به عدم القبول والرضا بذلك؛ لمخالفته حقوق المصاهرة والقرابة والصلة والأخوة والأخلاق، ولما في ذلك من آثار سيئة على الأسرة والأولاد، ولعل جفاء زوجة أخيك مع أمك يزول بالحوار وحسن المعاملة معها، ويسهم في تغييرها وإصلاحها -بإذن الله تعالى-.
- ضرورة مراجعة الجميع لنفسه فيما يحتمل أن يكون عندكم من أخطاء وسلبيات بعدل ولطف ورفق، وحكمة وإنصاف؛ فالجفاء يعمق سوء الفهم والظن وتوهم الأخطاء.
- ومما يسهم في التقارب: التحلي بالأخلاق والمعاملة الحسنة، ومنها الصبر والهدوء والحكمة والمعاملة بأحسن من المثل، وبذل الهدية، ونحو ذلك (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم*وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
- وكم هو جميل ترددكم على زيارة الأطفال وحسن التعامل معهم؛ لما في ذلك من حفظ حقوق الأخ والأولاد والتقارب بينكم.
- لا شك أنه من الخطأ الكبير عدم اطلاع زوجة أخيك بمرض والدها؛ حيث من السيئ -كما سبق- مقابلة السيئة بمثلها، كما أن ذلك قطيعة للرحم وقهر للنفس، ويعمق زيادة الجفاء والقطيعة، ولعل في اطلاعها إصلاحها ودعوتها غير المباشرة إلى التغيير، كما هو قيام بحقوق صلة القرابة والجوار والأرحام.
- ولا أجمل وأفضل من الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه وحسن الظن به، وتعزيز الثقة بالنفس، وقوة الإرادة، والتحلي بأخلاق العظماء في الصفح والعفو والتصالح والتسامح.
- أوصيك باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، ولزوم الذكر وقراءة القرآن؛ لما يسهم في تحصيل عون الرحمن والراحة والاطمئنان، وطرد وساوس النفس والهوى والشيطان.
والله الموفق والمستعان.