فقدان الشخصية العربية لثقتها بنفسها في مقابل الشخصية الغربية وكيفية إعادة هذه الثقة إليها

0 381

السؤال

إني لأتساءل: إلى متى ستظل الشخصية العربية متشبثة بالأصول الغربية دون العربية، وخاصة الشاب العربي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا...وبعد،،،

فحق لنا أن نفخر بشباب يعتز بقيمه ويحزن على تخلي بعض إخوانه عن كراسي المجد التي أراد الإسلام أن يكونوا عليها، فنحن أمة قائدة لا مقودة، وعلى يد أجدادنا أشرقت الدنيا وانتشر الدين، وأحسن من قال:

كانت أوروبا ظلاما ضل سالكه *** وشمس أندلس بالعلم تهديه
كنا أساتذة الدنيا وقادتها *** والغرب يخضع إن قمنا نناجيه
واليوم تقنا لعز فر من يدنا *** فهل يعود لنا ماض نناجيه
في العلم والأخلاق مجدكم *** هذا البناء الذي يعلو ببانيه

وأرجو أن يوقن الشباب أنه لا عزة ولا رفعة إلا بالعودة إلى الله، والتمسك بهذا الإسلام الذي هو سر رفعتنا، وكما قال الفاروق رضي الله عنه: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمتى ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله).

ولا شك أن جريمتنا تكون كبيرة حين نحجب هذا النور والهدى عن العالمين، بل إن الإنسان ليتعجب ممن يطفئ المصباح الذي يحمله، ويمشي خلف الظالمين في الظلمات.

ومن العجائب والعجائب جمة *** قرب الدواء وما إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ *** والماء فوق ظهورها محمول

ولكي ننهض ونعيد الثقة إلى شبابنا لابد من الآتي:

1- العودة الصادقة إلى الله، فإن الأمور بيده وحده.

2- الاجتهاد في طلب العلم، فلن تتقدم أمة لا تهتم بطلب العلم وفتح أبواب الإبداع.

3- الثقة في قدراتنا وشبابنا، مع ملاحظة أن الحضارة الغربية تنتفع في أعداد كبيرة من الشباب المسلم الذي ربما طرد من بلده ووصدت في وجهه الأبواب.

4- المحافظة على هويتنا وقيمنا، ولنا في تجربة اليابان عبرة؛ لأنهم انتبهوا لهذه المسألة ولم يسمحوا لطلابهم باستيراد التقاليد والعادات الغربية، وحرضوهم على نيل العلوم التقنية، وهي عبارة عن كسب بشري ساهمت فيها حضارات عديدة، وكنا نحن المسلمين أصحاب القدح المعلى والسبق في كثير من العلوم التي تتكئ عليها حضارة اليوم، فتأمل كيف يحافظ أهل الباطل على باطلهم ونزهد نحن في المحافظة على الحق الذي نملكه!!

5- توحيد الجهود وتوزيع الأدوار، واكتشاف المواهب وتنميتها.

6- الوقوف على حقيقة الوضع الذي وصلت إليه الحضارة الغربية من خواء فكري وفقر في القيم.

7- ليت شبابنا يعلم أن الغرب يحتقرنا عندما نقلده، حتى قال مغن شاذ حقير: لو كنت أعلم أن الشباب العربي معجب بي لما غنيت.

ونحن نوصي المنهزمين من شبابنا أن يدرسوا ما كتبه المنصفون من الغرب عن حضارتهم وعن عظمة الإسلام، والفضل ما شهدت به الأعداء.

وفقك الله لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات