السؤال
السلام عليكم
أعاني من الوسواس القهري والقلق من أشياء كثيرة، فوصف لي الدكتور لوسترال حبة في اليوم ليلا، ولكنه يشعرني بالخمول طول النهار، ويؤثر على العلاقة الزوجية، فهل يمكنني أن آخذ معه صباحا أوركاليون؟ أم أنه يتعارض مع اللوسترال؟ وما المدة التي يجب أن أستمر فيها على اللوسترال؟ علما أنني أخذته سنة كاملة وتحسنت، ولكن بعد توقفي بفترة تعبت ثانية، فهل آخذه فترة وأتوقف فترة، أم أستمر عليه طول عمري؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إذا كان تشخيصك الأكيد هو الوسواس القهري والقلق فاللسترال يعتبر دواء جيدا جدا، وهو نادر ما يسبب الخمول، وعليه أرجو أن تقومي بإجراء فحوصات طبية عامة، لتتأكدي من مستوى فيتامين (د) لديك، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، ونسبة السكر، والهيموجلوبين، ووظائف الكلى والكبد، هذه فحوصات ضرورية إذا أحس الإنسان بأي علة جسدية كالخمول مثلا، أنا لا أقول أن لديك مرضا عضويا، لكن هذا لمجرد التأكد من كل شيء.
التأثير على العلاقة الزوجية: هذا نادرا ما يحدث، خاصة عند النساء، ويحدث إذا كانت الجرعة كبيرة، أعتقد أن القلق -وربما عسر المزاج- هو الذي أثر على علاقتك الزوجية، وليس اللسترال.
عموما: تناوليه في وقت مبكر من الليل، هذا ربما يكون حلا، ما دام هذا الدواء قد أفادك، وإذا أردت أن تتناولي معه (اوركاليون) ليس هنالك أي تعارض، لكن ممارسة الرياضة أفضل من (اوركاليون)، الرياضة تجدد الطاقات، خاصة إذا تجنب الشخص النوم النهاري وحرص على النوم الليلي المبكر، وكان الغذاء منتظما، فالجئي إلى هذه البدائل، وإن استمر الخمول فربما تحتاجين أن تنتقلي لدواء آخر، مثل (بروزاك) مثلا، (فلوكستين) دواء جيد جدا، وهو يجدد الطاقات النفسية والجسدية، وفي ذات الوقت يعالج الوساوس القهرية بصورة ممتازة جدا.
كما أن (فافرين) أيضا يعتبر دواء ممتازا، والدواء الذي يشبه اللسترال إلى درجة كبيرة هو (سبرالكس)، أو (زيروكسات)، هي أدوية مشابهة للسترال كثيرا، فإذا البدائل موجودة، وهي كثيرة جدا.
بالنسبة لمواصلة الدواء: أنا شخصيا لا أرى أن هنالك أي إنسان يحتاج لأن يتناول دواء طول حياته في الطب النفسي، إلا في حالات نادرة، في حالات أمراض الفصام مثلا، أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من النوع الشديد، أو الاكتئاب المطبق، وأنت ليس لديك هذا كله، حالتك بسيطة.
قاومي هذه الوساوس وحقريها، وعبري عن نفسك إيجابيا، وكوني إيجابية الأفكار والمشاعر والأفعال، ومارسي الرياضة، وتواصلي اجتماعيا، واحرصي على عباداتك، واهتمي بحياتك الأسرية، اقرئي، اطلعي، هذه كلها بدائل علاجية ممتازة جدا، وهي تعتبر علاجات تأهيلية تمنع الانتكاسات، وتجعل الإنسان يستغني عن الدواء ولا يحتاج له، فالحمد لله تعالى البشريات كثيرة، والإيجابيات كثيرة، وأرجو ألا تنحي المنهج السلبي أبدا في حياتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.