السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجة منذ سنة، والآن على وشك الولادة، ومنذ زواجي وزوجي دائما حزين وقلق ومتوتر ومشغول البال، ودائما يعاني من مشاكل لأفراد أسرته وأخوته الذين يسكنون معنا، ولا تكتمل لنا فرحة ولا توجد لحظات سعادة إلا قليلا جدا، وكأننا نسرقها سرقة، وبعدها يسود الحزن والهم والشك، لدرجة أن زوجي يشك أني أدعو عليه، ويقول لي: كفاك أذية لي ولأخوتي، علما أني أدعو له بالخير فأنا أحبه وأسامحه على كل ما يبدر منه من كلام قاس، لأنه حنون بطبعه.
بدأت أشك في نفسي، حتى حملي وطفلي الذي ننتظره لا نستطيع أن نفرح به، ولا أستطيع حل الموضوع، علما أن زوجي يهدأ عندما يقرأ القرآن والرقية فهو متدين، ولكن سرعان ما نعود للهم والنكد، ودائما نشغل القرآن في المنزل، ولا نعرف ماذا نفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حسناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك - ابنتنا وأختنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، وأن يصلح لكم النية والعيال، وأن يحقق لكم السعادة والآمال.
أسعدني المشاعر الجميلة التي تحملينها تجاه زوجك، وننصحك بإظهارها له، وبالدعاء له أمامه وفي غيابه، ثم بالصبر عليه وعلى أهله، وأبشري بالخير والثواب والأجر من الله، وكوني الأفضل، واعلمي أن خير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه.
لا شك أن في القرآن وفي المحافظة على الأذكار خير كثير، والمحافظة على ذلك ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وتحسن زوجك بعد الرقية الشرعية دليل على حاجتكم للمزيد، والرقية ذكر ودعاء، ونسأل الله أن يرفع عنكم وعنا وعن الأمة البلاء.
أما بالنسبة للجنين الذي في بطنك فنسأل الله أن يحفظه وأن يسعدكما به، ونؤكد لك أن وجوده في حياتكما سوف يزيد من بهجتها، فالمال والبنون زينة، ونوصيك بالكف عن تتبع الهموم والأحزان، وتجنب التوتر والتعب؛ لأن كل ذلك يؤثر عليك وعلى الجنين.
وإذا كنت قد شهدت لزوجك بأنه طيب وحنون فلا تقفي عند توتره وعصبيته، وتجاوزي كل ذلك بالحكمة والصبر، واستعيني بالله، واعلمي أن كل ذلك سوف يزول، فاتخذا لكل ذلك الأسباب، ثم توكلا على الكريم الرحيم التواب.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بالاستمرار في التواصل حتى نتابع معك، وشجعي زوجك على التواصل معنا حتى يذكر لنا ما في نفسه ليجد الدعم والمساندة، ونبشركما بأن في موقعكما الخبراء الشرعيين والاجتماعيين والنفسيين، والجميع يتشرفون بالخدمة، ونسأل الله أن يجلب لكما الود والمحبة، وأن يحفظكما ويسعدكما ويوفقكما.