السؤال
السلام عليكم.
أرجو أن تفيدوني في حالتي هذه.
أنا أعاني من الاكتئاب منذ أربع سنوات، ولم أبدأ العلاج إلا قبل سنة، أخذت بروزاك، وتحسنت حالتي في الأول، وتغيرت كثيرا، وأيقنت أن الاكتئاب كان مؤثرا جدا على حياتي، وبعدها انتكست، وعدت كما كنت، وأكثر، وحاليا آخذ دواء السترالين (البروزاك لم يعد متوفر في البلاد).
أشعر بالتعاسة، وأن الحياة لا معنى لها، وأشعر دائما بضيق شديد في صدري، ولقد قرأت قبل هذا أن الاكتئاب لا يوجد له حل نهائي، فقد أعاني منه طوال عمري، فهل هذا صحيح؟
أما بالنسبة لحالتي الآن: فأنا أكره كل شيء، وكل شخص، ولا أدري لماذا، وأشعر أن الجميع بلا استثناء يكرهونني، ودائما أشعر أنني لا أنتمي لهذه الحياة، وأكره أي شخص، ولا أستطيع متابعة أي برنامج، وكرهي لأي شخص جعلني أغير الدكتور النفسي ثلاث مرات، فدائما أكره الدكتور، وأرى أنه غير جيد، وذلك بدون سبب، والله لا أعلم لماذا أنا هكذا.
أخبرتني طبيبتي أن علي قراءة قصص سعيدة، ولكني بعيدة كل البعد عن هذا، فعندما أرى أشخاصا سعداء أشعر أنهم يكذبون على أنفسهم، ولا أستطيع أن أرى أي شخص عظيما، أحتقر الجميع، وأولهم ذاتي.
الأفكار السلبية التي تراودني لا تعد ولا تحصى، والاكتئاب دمرني بالكامل، لا أجد معنى للحياة، ولا أجد أهمية من أي فعل أقوم به، أستيقظ كل يوم وأنا أدعو الله أن أموت، كما أني أكره الجامعة جدا، ولا أطيق المكوث فيها، وأحيانا أفكر لو والداي توفيا؛ كيف ستكون حالي، وأتضايق وأبكي كثيرا، وأخاف جدا من المستقبل، ولا أحب التفكير فيه أبدا.
أشعر أني لا أريد شيئا من هذه الدنيا، ولا أريد العيش، لا يوجد أي شيء يمكنه أن يعدل مزاجي، علما أنني أصلي صلواتي والحمد لله، وأقوم الليل، وأقرأ القرآن، وقد بدأت في الحفظ، لكني لا أستطيع تقدير أي شيء أقوم به، وأنا حتما لا أنتمي لهذه الحياة، فقدت طموحي، وفقدت كل شيء، لا يوجد ما يسعدني.
أرجوكم: هل هناك حل لحالتي هذه؟ أم أنني سأعيش هكذا للأبد؟ أحس أنني أقل بكثير من الجميع، ويجب أن أختفي لأنني أضايقهم، وأرى الحياة وكأنني لست جزءا منها، أراقب فقط ولا أتفاعل.
شيء آخر: أحيانا أحس أنني أدعي المرض، وكل ما أصابني فمن نفسي، وأني ألعب دور الضحية، وأذهب لأهلي وأحيانا ألتقي بصديقاتي، وأطبخ وأتعلم الفرنسية، وأفعل الكثير من الأشياء، ولكن لا شيء أحبه، وأحاول أن أتغلب عليه، ولا أستطيع أبدا، وإذا كان هنالك شي يمكن أن يساعدني فرجاء أخبروني، أمي وصديقاتي يتحدثون معي كثيرا، ولكن بدون فائدة.