السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أنور من السويد، قبل 10 أيام شعرت بقليل من الوشة في أذني اليمنى، وقد استخدمت قطرة أو عصارة كريتزون، أو مضادا للفطريات كما كتبها لي الدكتور، ولكن في اليوم التالي شعرت أن صوت الوشة قد أصبح أكثر في الجهة اليمنى، وقليلا في الجهة اليسرى، وفي أوقات الهدوء أسمع الصوت، وقد استعملت القطرة لمدة 5 أيام ولم تنفعني، ولم تختف الوشة من أذني اليمنى.
سؤال إلى الدكتور: ما سبب الوشة؟ فأنا أعاني منها منذ 10 أيام متتالية، ولم تنقطع، علما أني لا أعاني من دوار والحمد لله، ولا من أي غثيان، ولا من أي أعراض أخرى، فقط من التوتر والقلق بسبب الصوت المزعج.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
للوشة والطنين أسباب متعددة، تبدأ من الأذن الخارجية كالسدادة الصملاخية، والأجسام الأجنبية, ثم الأذن الوسطى من التهاب وسوائل مصلية، وتشنج في عضلاتها، وتصلب في العظيمات, وانتهاء بأمراض الأذن الداخلية التي قد تكون مجهولة السبب، أو بسبب مرضي، كالتعود على سماع الأصوات العالية، كما لدى الذي يستعملون سماعات الأذن بشكل مؤذي، وأسباب أخرى قد تكون أدوية معينة سامة للأذن الداخلية, وأيضا هناك أورام العصب السمعي وزاوية الدماغ، والأسباب المتعلقة بالأذن الخارجية والوسطى تسبب نقص سمع نقلي، والأسباب المتعلقة بالأذن الداخلية والعصب السمعي تسبب نقص سمع حسي عصبي, ويمكن التمييز بينهما عن طريق تخطيط السمع الهوائي والعظمي، وهذا يفيدنا في تحديد السبب وعلاجه.
قد يلزم في بعض حالات الطنين ذو السبب الحسي العصبي إجراء اختبارات إضافية، كالتصوير الطبقي المحوري، والرنين المغناطيسي النووي، وخاصة في حال وجود طنين مع نقص سمع عصبي المنشأ، وحيد الجانب (أذن واحدة) لنفي وجود الأورام في طرف الطنين، ونقص السمع العصبي.
لا بد لك من إجراء الفحص الطبي لدى اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة؛ لتحديد السبب من هذه الأسباب التي ذكرتها لك، والعلاج بحسب الحالة, حيث تعالج الأسباب المتعلقة بالأذن الخارجية بإزالة الشمع الأذني (الصملاخ) أو أي عائق للسمع في مجرى السمع الخارجي، كالالتهابات الفطرية وغيرها، وأما اضطرابات الأذن الوسطى فتعالج بنفخ الأذن بمناورة (فالسالفا) عن طريق سد فتحتي الأنف باليد، وضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر، وعبر الحنجرة والبلعوم باتجاه الأنف (مع مراعاة عدم توجيه الهواء باتجاه الفم) حتى يتم الإحساس بدخول الهواء للأذن، مع تكرار هذه الحركة كل نصف ساعة، بالإضافة للعلاج الدوائي للأذن الوسطى، من مضادات حيوية ومضادات احتقان، وقطرات أنفية, ويبقى لدينا الأسباب الحسية العصبية للطنين (الأذن الداخلية والعصب السمعي) فإن كانت من سبب دوائي، أو تعرض لضجيج فقد تتحسن مع الوقت، وباستخدام أدوية مثل (بيتاسيرك 16, نوتروبيل ..) مع إيقاف العامل المسبب مثل: (الأدوية السامة للأذن, الضجيج ..), وللحالات العنيدة يمكن استخدام علاج (الغابابانتين) تحت إشراف طبي، وبجرعات متدرجة زيادة وإنقاصا، وقد تستمر المعالجة لعدة أشهر.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.