علاج الرهاب الاجتماعي والخوف من مواجهة الكبار

0 64

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 18 سنة، عندي مشكلة وهي كما أعتقد أني عندما أكون في محادثة مع أي شخص بنفس عمري، أو أكبر، صديقا كان أم لا؛ عندما أتعرض لسؤال مفاجئ لا أعرف الرد، وإذا هممت بالرد أجيب بجواب غير كاف (بالنسبة لي) أو بجواب غير مقنع (بالنسبة لي) أو لا أجيب، وأومئ برأسي.

عندما أنتهي من الكلام، وأبدأ محادثة مع نفسي؛ أقول: لو أني قلت كذا وكذا بدلا من السكوت أو الإجابة الغير كافية (وكأن عقلي انطفأ في المحادثة وعاد إلى الاشتغال بعدها).

على عكس من هم يصغرونني سنا، فأنا حافظ لكتاب الله عز وجل، وأدرس أولادا في حلقات تعليم القرآن، وعندما يسألني الأولاد أجيب بكل أريحية، ويكون جوابا كافيا وكاملا.

أنا أطالع الكتب، وقد قرأت مجموعة من الكتب عن التنمية الذاتية، منها الذكاء الاجتماعي، ومهارات الإلقاء، وقد تخلصت والحمد لله من الخجل، وانتهيت من الاهتمام المفرط بآراء الناس وأفعالهم تجاهي، واكتسبت والحمد لله الثقة بالنفس، وتخلصت نسبيا من الوسواس الذي سبب لي القلق، والتوتر في حياتي، كما فعلت المشاكل المذكورة قبله.

هدفي الذي أرجو من الله مناله هو أن أصبح داعية؛ لذلك أعلم جيدا أن الدعاة يجب أن يكونوا ملمين بعلم الاجتماع، وأن يكون لديهم مهارات اجتماعية عالية، كفن الإلقاء، وفن التواصل، وسيكولوجيات كالإقناع وغيرها.

أنا أسعى إلى اكتساب هذه المهارات؛ لكي أحقق هدفي المرجو، ولكن بقيت لي هذه المشكلة التي أرجو منكم أن تساعدونني في حلها.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فليوفقك الله في ما أنت فيه من تدريس لكتاب الله الذي تحفظه، ونسأل الله أن يحفظك، وهذا عمل طيب وجليل، وأنت الآن تتطلع أن تكون داعية، ونسأل الله أن يوفقك في ذلك.

ما زالت صغير السن يا بني، فأنت بعمر 18 سنة، وهذا قد يكون المشكلة، إحساسك بأنك صغير وتتعامل مع كبار السن؛ فهذا قد يكون السبب في حدوث هذا الحرج الذي ينتابك، وبالذات في المواقف الفجائية.

بنفس القدر الذي تتدرب فيه على أن تكون داعية، وتتعلم مهارات التواصل، مهارات المواجهة؛ فيمكنك أيضا تعلم مواجهة الناس الكبار، ويمكن أن يتم هذا في الخيال يا أخي الكريم، دائما تخيل أنك تقابل شخصا أكبر منك، وأنه سألك سؤالا معينا مثلا، وقمت بالرد عليه؛ كل هذا يحدث في خيالك، وبالتدريب المستمر على هذه الأشياء في الخيال بإذن الله تتحول في الحقيقة إلى فعل، وتحتاج إلى وقت يا أخي الكريم للتخلص من هذا.

إن استطعت أن تتواصل مع معالج نفسي فيكون أفضل، لأنه سوف يقوم بتوجيهك في هذه الجلسات؛ حتى تتخلص من هذا الأمر، لا تحتاج إلى أي أدوية يا ابني، فقط تدريبات، وما نسميه نحن العلاج السلوكي في الطب النفسي؛ حتى تتخلص من هذا الشيء.

وفقك الله يا بني، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات