خوف وأوهام بالمرض، فبماذا تشخصون حالتي؟

0 109

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، أعاني من أفكار تدمر حياتي، وتمنعني من ممارسة حياتي اليومية، حيث أتوهم مرض السرطان -عافانا وعافاكم الله-، وقرأت عن أعراض سراطان الدماغ والتي تتمثل كالآتي:

- الصداع، والذى قد يكون شديدا ويزداد سوءا مع النشاط أو في الصباح الباكر.
- النوبات أو التشنجات، وهي الحركات غير الطوعية المفاجئة للعضلات.
- فقدان الوعي يليه الوخز واسترخاء العضلات التي تسمى تقلصات.
- فقدان السيطرة على وظائف الجسم.
- تغيير في الإحساس، والرؤية، والرائحة.
- ضعف السمع أو فقدانه.
- الغثيان أو القيء، وإعياء.
- نعاس، ومشاكل في النوم.
- مشاكل الذاكرة.

- التغييرات في القدرة على المشي أو أداء الأنشطة اليومية، ومن بين هذه الأعراض أعاني فقط من التغير في القدرة على المشي، وهذا العرض لم يكن معي إلى بعد أن قرأت عنه إضافة إلى ذاكرتي مشوشة أخاف من أن أقوم الفحوصات الطبية خوفا أن أكون مصابا بهذا المرض.

ذهبت لطبيب نفسي، وشخص حالتي على أنني أعاني من الذهان، والآن أتناول xanax retard دواء حبة في اليل ونصف حبة leponex 100 mg في الصباح، وحبة ونصف في الليل، إلا أني لم أتحسن، فمنذ أسبوعين وأنا على نفس الحالة، بل وأصبحت عيني ضبابية في الرؤية، وأصبحت أفقد التوازن، إضافة للدوخة، فهل هذا من الحالة النفسوجسدية، أم آثار جانبية لدواء؟

أتمنى منكم توضيح هذه الدوخة وانعدام التوازن، وقد قرأت أن مرض الذهان يسبب تلف الدماغ وأوراما في الرأس، فهل هذا حقيقي؟ أرجو منكم تفسير حالتي، وهل ما أعاني منه أعراض بداية سراطان الدماغ أم أوهام؟

وشكرا لكم، وأسأل الله العافية لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من فوبيا الأمراض الخطيرة، وبالذات السرطان، أو رهاب الأمراض الخطيرة، وفي حالتك هنا هو رهاب السرطان – أخي الكريم – لأنك ذكرت في البداية أنك تتوهم، فهذه فوبيا وليست اضطرابا ذهانيا، عندما يكون الخوف من مرض السرطان ينحى منحى ذهانيا – أي يكون هذا ضلالات فكرية – فهنا لا يحدث توهم، بل يكون هناك اعتقادا جازما من الشخص بأنه يعاني من مرض السرطان ويتصرف على هذا الشكل، اعتقاد جازم لا يتزحزح بأنك تعاني من مرض السرطان، وليس تتوهم، وليس كما ذكرت بعض الأعراض بدأت بعد أن قرأت في النت، هذا ليس اضطراب ذهاني، هذا رهاب، كما ذكرت الاضطراب الذهاني هو الاعتقاد الذي لا يتزحزح عند الشخص بأنه يعاني من اضطراب وخوف من مرض السرطان، ويتصرف على هذا النحو، حتى إذا ذهب إلى أي طبيب وذكر له غير ذلك فإنه يغضب، لأنه عنده اعتقاد جازم بأنه يعاني من مرض السرطان.

هذا هو الفرق بين الاضطراب الذهاني لمرض السرطان وفوبيا السرطان أخي الكريم، وأهمية هذا تكمن في العلاج.

للأسف العلاج الذي أعطي لك هو دوائين، دواء للقلق، وهو الـ (xanax retard)، والدواء الثاني الـ (leponex) هو للذهان، وللأسف أيضا الـ (leponex) – أخي الكريم – حتى للذهان لا يستعمل إلا لمرضى الفصام الذين لا يستجيبون للأدوية الأخرى، ويجب أن يبدأ بالتدرج، ليس 250 مليجرام كما في حالتك من أول مرة، عادة يتم البدئ بجرعة صغيرة جدا، إما 12.5 مليجرام، أو 25 مليجرام، ثم بعد ذلك يزداد يوميا تحت إشراف طبي؛ لأن الـ (leponex) قد يسبب تكسر لكرويات الدم البيضاء، ويجب أن يفحص الدم الأبيض أسبوعيا، فمتى ما انخفض من حد معين يوقف الـ leponex، ولذلك لا يعطى كما ذكرت إلا لمرض الفصام الذين لا يستجيبون للأدوية الأخرى.

فإذا – أخي الكريم – من خلال ما قلته في استشارتك أرى أنك مصاب بالرهاب، ولا تحتاج لعلاج الـ leponex، وحتى الزاناكس xanax يجب أن تأخذه لفترة وجيزة، وأهم شيء لعلاج الرهاب من مرض السرطان هو العلاج السلوكي، لتتعلم كيفية محاربة هذا الخوف والتوهم من أن عندك اضطراب السرطان، فهذا يحتاج إلى علاج نفسي في المقام الأول – أخي الكريم – وليس علاجا دوائيا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات