لماذا تتعرض الأذن الداخلية للتهاب رغم المحافظة عليها؟

0 38

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم.

أبلغ من العمر 45 عاما، وأعاني منذ سنوات من تكرر التهاب الأذن الداخلية؛ كلما تعرضت لالتهاب الحلق أو الأنف، كانت الأعراض فقط دوارا مستمرا، ثم أتعافى منه بعد أسابيع، ثم ازدادت الأعراض، وأصبحت أصاب باحتداد السمع، ولكن بشكل بسيط، وهذه المرة كان احتداد السمع شديدا، لدرجة لا أتحمل صوتي، ولا الأصوات العادية؛ إلا ما كان منخفض النبرة، وأصبت معه بطنين في الأذن، وصفير في الرأس.

الآن تحسنت بعد شهرين، وخفت الدوخة كثيرا، ولكن احتداد السمع يتحسن ببطء، والطنين مستمر؛ لكنه لا يزعجني نهارا، وما أخشاه أن يستمر احتداد السمع معي، وأكثر من ذلك أخشى من الالتهابات مستقبلا أن تزيد حدته، فلا أستطيع تفادي أمراض البرد؛ لأن الشتاء عندنا بارد جدا، وأنا لدي حساسية حلق لأبسط تيار بارد.

ولدي سؤال: لماذا تتعرض الأذن الداخلية لهذا الالتهاب دائما، رغم أني أحافظ على نفسي من التعرض للبرد، وأنا لم أتعرض أبدا لالتهاب الأذن الخارجية أو الوسطى، وإنما تصيب العدوى الأذن الداخلية مباشرة؟ فهل السبب ضعف المناعة؟ وماذا يمكن أن أفعل لتفاديه؟ وما مصير احتداد السمع إذا استمر وتفاقم؟

ملاحظة: قمت بفحص الأذنين بالرنين المغناطيسي، والنتيجة كانت سليمة، وتناولت دواء بيتاسيرك 24، حبتين يوميا لمدة شهرين، وطلب الطبيب أن أتناول 4 حبات يوميا؛ لكني خفت واكتفيت بحبتين، مع دواء تاناكان مرة يوميا، مع سوليبريد 20 (كورتيكويد) حبتين يوميا لمدة 10 أيام.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بكل الأحوال لا بد من التأكد من أن الالتهاب هو في الأذن الداخلية، وليس الوسطى، وذلك بإجراء جميع الاختبارات الأذنية، واختبارات التوازن في العيادة التخصصية لأمراض الأذن والأنف والحنجرة، هذه الاختبارات تتضمن تخطيط السمع الهوائي والعظمي, وتخطيط المعاوقة لغشاء الطبل، والضغط في الأذن الوسطى، ومنعكسات الركابة, واختبارات التوازن العديدة جدا، التي تتضمن الفحص العصبي بشكل عام؛ لتحديد هل نقص التوازن والدوار هو من الأذن الداخلية، أم من المراكز العصبية والدماغ؟

كما يجب إجراء اختبارات الدهليز (عضو التوازن في الأذن الداخلية) والتي تتضمن الاختبارات الحرورية والدورانية, بالإضافة لتخطيط حركات العين الاهتزازية (الرأرأة) بجهاز الـ (VNG) وغيرها مما قد يتضمن تصوير الرأس بالرنين المغناطيسي النووي؛ لنفي الأسباب العصبية المركزية لما تصفينه من نوبات دوار تترافق مع التهابات الطرق التنفسية العلوية.

بالمناسبة فإن التعرض للبرد ليس سببا لحدوث التهاب الطرق التنفسية، وإنما السبب في انتشار هذه الأمراض شتاء هو ازدياد التجمعات البشرية، كالمدارس والمحال العامة المغلقة؛ مما يساعد في انتشار العدوى بين الناس.

بتقديري إن كانت كل الفحوصات السابقة سليمة، ولا يوجد ما يوحي لآفة عصبية مركزية؛ فالسبب في ترافق الدوار والطنين واحتداد السمع (كما تصفينه) مع هذه الالتهابات في الطرق التنفسية العلوية هو سبب مناعي ذاتي, وفي هذه الحالة يمكن التوسع ببعض التحاليل المناعية الدموية, والعلاج في حال ثبت التشخيص هنا على السبب المناعي هو تناول الكورتيزون، أو مثبطات المناعة (تحت الإشراف الطبي) لفترة وجيزة بعد الالتهابات الفيروسية لمنع تطور رد الفعل المناعي هذا, أو التخفيف منه.

وأما بالنسبة للوقاية من الالتهابات التنفسية؛ فعليك بتجنب المرضى، والطلب من أفراد المنزل أو زملاء العمل التزام القواعد الصحية، من حيث تغطية الفم بمنديل عند العطاس والسعال في حالة المرض, والاهتمام بنظافة اليدين، وتخصيص اللوازم الشخصية لكل فرد على حدة، من مناشف وأدوات طعام وغيرها، أو ارتداء كمامة صحية في أماكن العمل في حال وجود مريض في نفس الغرفة.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات