مصاب بأمراض نفسية متعددة، فما هو الدواء المناسب لحالتي؟

0 44

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعيش حالة خوف وقلق، وخوف من المستقبل، وعدم الثقة بالنفس، وأعاني من اكتئاب وتفكير في المجهول والمستقبل، والصعوبة في مواجهة الناس في كثير من المرات، قلق متفاوت ما بين الشدة والمتوسطة، والمزاج متقلب، وكثرة النوم، وعدم الاستطاعة للنوم إلا بعد وقت طويل.

حصلت لي بعض الظروف في الماضي أثرت على نفسيتي، ولكن في السابق بعد الظروف لم تكن نفسيتي نفس حالي في هذا الوقت، وقرأت كثيرا عن دواء السبرالكس هل هو مناسب لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلا معظم الأعراض التي تعاني منها هي أعراض قلق، وتوتر، والشخص القلق دائما يخاف من المستقبل، ويتوجس، وتجده متشائما، أما صاحب الاكتئاب فيعيش في الماضي، بالذات الأشياء السيئة في الماضي، ولكن الخوف من المستقبل هي من أعراض القلق - أخي الكريم - وطبعا دائما مع القلق توجد بعض أعراض الاكتئاب مثل تقلب المزاج.

لا أدري ما هي الظروف التي حصلت معك في الماضي، ولكن دائما يقال أن هناك قابلية حدوث القلق والاكتئاب، والظروف ما هي إلا عامل لخروج هذه الأعراض أو لإظهار هذه الأعراض عند الأشخاص الذين لديهم قابلية لحدوثها، فمثلا اثنان أو شخصان يتعرضان لنفس الظروف، أحدهم لا يحصل لديه أي شيء، والآخر يصاب بقلق - مثلا - أو باكتئاب، فهذا الذي يصاب بالقلق أو بالاكتئاب عنده قابلية القلق والاكتئاب.

العلاج - أخي الكريم - فعلا يمكن أن يكون دوائيا، ويمكن يكون علاجا نفسيا، أو بالاثنين معا، والسبرالكس - وهو من فصيلة الـ SSRIS - يساعد في القلق، قد يفيدك، وجرعته عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرام - بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك أن تنتظر لفترة لا تقل عن ستة أسابيع إلى شهرين، حتى يحدث السبرالكس مفعولا واضحا وتبدأ هذه الأعراض في الانتهاء، وحتى بعد انتهاء الأعراض يجب عليك أن تستمر في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن سحبه تدريجيا.

أما بخصوص العلاج النفسي فهو مهم، وبالذات العلاجات التي تؤدي إلى الاسترخاء، ويمكن أن تتعلم الاسترخاء من معالج نفسي، والاسترخاء يمكن أن يكون عن طريق الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء عن طريق أخذ نفسا عميقا لفترة (الشهيق)، ثم إرجاع هذا النفس (الزفير)، وأيهما تفضل من هذين الطريقتين وترتاح عليه فيمكن أن تواصل تطبيقها في المنزل أخي الكريم.

وأيضا الرياضة، وبالذات رياضة المشي مفيدة جدا في الاسترخاء، والمحافظة على الصلاة - أخي الكريم - والدعاء والذكر وقراءة القرآن، كل هذه تؤدي إلى السكينة والطمأنينة، وإذا شعر الشخص بالسكينة والطمأنينة فإنه يقل القلق بصورة كبيرة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات