السؤال
السلام عليكم
أنا طبيبة، وسؤالي موجه للعاملين في المجال النفسي والأطفال، وأحييكم على موقعكم الرائع.
ابنة أختي عمرها 10 سنوات، دائما تقول أنها تحس أنها غير موجودة، لا أعرف تحديدا بماذا تشعر، ولكنها تسميه الشعور الغريب، وقد يأتيها هذا الشعور، وتكون بيننا تضحك وتلعب أو تأكل أو تدرس وتقول لنا وهي تضحك لقد جاءني الشعور! وأحيانا تقول أنه يضايقها، لا أعرف تحديدا بماذا تشعر ولكن هي تقول (شعور غريب أحس كأنني غير موجودة!)
ولاحظت عندما يأتيها أنها تكون مدركة ما يدور حولها وكل شيء طبيعي بالنسبة لنا، يعني لا يوجد خوف أو هلع أو صداع أو نسيان أو أي شيء فقط ثوان أو دقائق من هذا الشعور حسب وصفها.
ما هذا الذي تعاني منه؟ وهل الموضوع مهم؟ لأن الآخرين يرون أن الموضوع يستحق كل هذا الاهتمام مني.
ولكم كل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله أنك طبيبة، فكون الشخص يستطيع أن يتعامل معك بصورة مباشرة وبصورة شرح طبي.
دائما الأطفال في مرحلة نمو مستمر، وبالذات النمو النفسي والنمو الجسدي، ولذلك يتغيروا من سنة إلى أخرى، ونحن لا نعير هذه التغيرات النفسية عند الأطفال بدرجة كبيرة إلا إذا كانت بصورة خطيرة، والخطورة هنا تكمن في التأثير على الدراسة بالذات، إذا أثرت الأعراض في دراسة الطفل فهنا يجب أخذ الحذر بدرجة كبيرة.
الأعراض التي ذكرتيها -أختي الكريمة- من هذا الشعور، فالشيء الوحيد الذي أحب أن أطمئن عليه أنه ليس نوعا من الصرع، وأنت ذكرت أنها لا تفقد الوعي، وتكون عادية ومدركة، وهذا طبعا بدرجة كبيرة ينفي مرض الصرع، ولكن إذا كان يأتي في أوقات محددة وبصورة محددة فأيضا يجب أن نطمئن أنه ليس نوعا من الصرع، وما عليك إلا أخذها إلى طبيب مخ وأعصاب، ويا حبذا لو كان متخصصا في أعصاب الأطفال، لكن من ناحية نفسية: إذا قال طبيب المخ والأعصاب أنه ليس بها شيء فأفضل شيء للعلاج هو تجاهل هذا الكلام الذي تقوله، لأن كلما أعرناه اهتماما كلما ازدادت هي فيه -أختي الكريمة-.
وفقك الله وسدد خطاك.