السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دكتور/ محمد شكرا على ما تقدمونه في هذا الموقع الكبير من خدمة للإسلام والمسلمين، وأود أن أسأل: أنا أعاني من اضطراب ثنائي القطب من الدرجة الثانية، حيث أنه متذبذب بين الاكتئاب والهوس، مع قلق شديد ونوبات هلع متقطعة، وأتعاطى مضادا للاكتئاب سيبرالكس 20، حبة واحدة يوميا.
إذا كنت أتعاطى الدواء فأنا أخرج من دائرة الاكتئاب إلى الهوس البسيط، أما إذا لم أتناول الدواء، فأدخل في نوبة اكتئاب شديدة، أما القلق والهلع: فالحمد لله مسيطر عليه تماما بالدواء.
الآن حاليا تعرفت على دواءين عبارة عن مكملين غذائيين في موقع ايهيرب، وهما دواء الإينوسيتول Inositol أو B8 1000مل، ودواء آخر وهو دواء الكولين choline 500 مل، حبة واحدة يوميا من كل دواء، سمعت عنهما أنهما يعتبران مضادان للقلق، ويفيدان في نوبة الهلع، هذا ما سمعته عنهما.
حيث بدأت في استعمالهما منذ يومين مع السيبراليكس، لكنني شعرت بتحسس بالبشرة مع حكة بالجلد، وأيضا إسهال مع بداية استعمالهما، فما هو رأيكم الطبي فيهما؟ وهل تستعمل مع السيبراليكس؟ وهل توجد محاذير في ذلك؟ وهل هما ينشطان الهوس بجانب السيبراليكس؟ وهل يفيد في القلق ونوبات الهلع؟
كما أني سمعت أن دواء الكولين يجدد خلايا الدماغ الميتة، حيث أني أعاني من نسيان شديد، وأريد أن أستعملها بجانب السيبراليكس، فما هو رأيكم؟ إضافة لذلك فأنا أعاني من تشنجات بالقولون العصبي، مع احتقان بالبروستاتا، وآخذ علاجا لذلك، ولدي سكر من النوع الثاني، وأستعمل دواء للسكر، وهو (جانيو مت 50/1000).
شكرا لكم على ما تقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين في هذا الموقع الكبير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
بفضل من الله يتضح لي أنك ملم تماما بحالتك والطرق العلاجية المفيدة، قطعا تناول مضادات الاكتئاب مع وجود ثنائية القطبية حتى وإن كانت من الدرجة الثانية يجب أن يكون بحذر، فحاول أن تراقب نفسك؛ لأن جرعة السيبرالكس وهي 20 مليجرام يوميا تعتبر جرعة كاملة.
أنا لا أقول لك توقف عنه، لكن يجب أن تراقب نفسك فيما يتعلق بظهور أي بوادر لزيادة في الإنشراح؛ لأن ذلك إذا حدث ولم يعالج ربما يؤدي إلى ما يعرف بالباب الدوار، أي يحصل تناوب مطرد ما بين الاكتئاب والنوبات الانشراحية حتى وإن كانت بسيطة.
المؤشرات العلمية الصحيحية تشير إلى أن عقار زيروكسات والذي يسمى باروكستين ربما يكون مفيدا في حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ولعلاج القطب الاكتئابي، وفي ذات الوقت لا يؤدي إلى قطب انشراحي؛ لأن الباروكستين يعمل أيضا من خلال الدوبامين، وليس السيرتونين فقط.
المهم أريدك أن تستمر في المراجعة مع طبيبك، وأن تجعل حياتك حياة مفعمة بالأنشطة والإيجابيات، من حيث شعورك وأفكارك وأفعالك.
وبالنسبة للإينوسيتول Inositol : تعرف أن هذا مركب سكري، بمعنى أنه يستخرج من الكيبوهدريد، والكيبوهيدريتس يسمى في بعض الأحيان فيتامين ب 8 ، كما تفضلت أنت بالإشارة لذلك، وهذا المركب يقال أنه مفيد في أشياء كثيرة جدا في علاج السكري، والآلام الجسدية، والاكتئاب النفسي، والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ونوبات الهرع، ونوبات الفزع، وذكر عنه الكثير لكن لا تجد أبدا ثوابت علمية قائمة على الدليل القاطع، فهذا هو الموقف وأعتقد أنك يمكن أن تتناوله، لكن ليس بجرعة أكثر مما هو مطلوب.
أما الكولين: فهو معروف، والكولين في الأصل مرتبط بالأستايلكولين، والاستايلكولين يعتقد أن اضطراب إفرازه أو شح إفرازه في الدماغ هو الذي يؤدي إلى الخرف وفقدان الذاكرة.
لكن في حالة عدم التركيز الذي يكون مصاحبا للقلق والتوتر والاكتئاب، أو حتى للهوس في بعض الأحيان، هنا العملية لا علاقة لها بالأستايلكولين؛ لأنه لا يوجد أي تأكل في الخلايا الدماغية التي تفرز الاستايلكولين، لكن في الزهايمر مثلا أو الخرف الوعائي تجد أن هنالك تآكلا في الخلايا التي تؤدي إلى إفراز الاستايلكولين وهو الموصل العصبي المطلوب لتحسين الذاكرة، ولذا حين يعطى الكولين في حالات الخرف خاصة حين تكون في بداياتها ربما يتوفر الاستايلكولين بصورة جيدة في الدماغ، وهذا قد يؤدي إلى تحسن في ذاكرة المريض أو على الأقل يمنع التدهور.
فيا -أخي الكريم- كلمة تجدد خلايا الدماغ الميتة هذا ليس صحيحا، هو يعمل بالكيفية التي ذكرتها لك، وأنا أعتقد أنك إذا مارست الرياضة ونمت النوم الليلي المبكر هذا سيفيدك كثيرا.
والله ولي التوفيق.