السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 25 سنة، أصبحت كثير العصبية ولا أعلم السبب، وفقدت أهلي وإخواني وأحبتي وأقاربي بسببها، وقد حاولت التخلص منها، لكن بلا جدوى، أقرر التخلص منها لكني لا أتحمل أي كلمة فأغضب سريعا.
أيضا أعاني من سرعة اتخاذ القرار، ويكون خاطئا لأني أحكم على الناس، ويكون حكمي خطئا، حاولت كثيرا التحلي بالهدوء والابتعاد عن العصبية، لكني سرعان ما أتراجع عن قراري عندما يستفزني أحد، ثم أشعر بالندم، وأطلب الصفح ممن تعصبت عليه.
يلومني الجميع أني كثير الخطأ، علما أني أجريت 4 عمليات جراحية بتخدير كامل، فهل التخدير يسبب العصبية؟ وتعالجت من القلق والاكتئاب أكثر من سنة بعلاج سيبرالكس 10 ملجم وريمرون مساء، وتحسنت كثيرا، وأحيانا أعاني من القلق أو الفزع، والطبيب أخبرني بأن أتناول السيبرالكس مرتين أسبوعيا، وأعاني من القولون العصبي.
أفيدوني، كيف أتخلص من العصبية؟ وكيف أتعالج من القولون؟ وهل العمليات والأدوية المذكورة سبب فيما أعاني منه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
العصبية قد تكون سمة من سمات الشخصية، وقد تكون ناتجة عن مرض نفسي، أو قد تكون ناتجة عن مشاكل حياتية يمر بها الشخص -يا أخي الكريم-.
أما بخصوص أسئلتك عن موضوع العمليات والبنج، البنج ليس له علاقة بالعصبية، ولكن تعرضك لعمليات قد يكون أثر عليك نفسيا.
الشيء الثاني: ذكرت أنك تتعالج من القلق والاكتئاب وقد يكون أيضا هذا سبب العصبية، ولا أدري لماذا الطبيب قلل السيبرالكس إلى مرتين في الأسبوع، لأن السيبرالكس عادة مفعوله لا يتعدى الـ 24 ساعة، فإما أن يؤخذ يوميا أو يكون غير مفيد.
واضح أنك تحتاج إلى علاج نفسي، هناك الآن برامج علاج سلوكي في كيفية التخلص من العصبية والغضب، وسرعة الغضب والتحوط، كل هذا من خلال جلسات سلوكية تتعلم فيها بالتدرج كيفية التحكم في العصبية والتخلص منها، وهذا يتم بدراسة متأنية في الأول للعصبية نفسها كيف تحصل؟ وهل تحصل في مواقف معينة، أو في نتيجة ردة فعل سلوكيات معينة؟ وبعد تحليل كل هذه المسائل يقوم المعالج النفسي بوضع برنامج سلوكي لعلاج العصبية.
ولا تنس -يا أخي الكريم- هناك أشياء يمكن أن تفعلها أنت تخلصك من العصبية بدرجة كبيرة:
أولا: الرياضة، وبالذات رياضة المشي تؤدي إلى الاسترخاء، والاسترخاء يقلل العصبية.
ثانيا: الالتزام الديني: وبالذات الصلاة في مواعيدها، ويا حبذا لو كانت صلاة الجماعة فهي تخلق رباطا بينك وبين المصلين وهذا يخفف العصبية كثيرا، وقراءة القرآن والدعاء والذكر، فكل هذه تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة وراحة البال، وإذا حصلت هذه الأشياء فهذا يقلل كثيرا من العصبية والغضب -بإذن الله-.
وفقك الله وسدد خطاك.