السؤال
السلام عليكم.
أعاني من الخوف من نظرات الناس لي، وماذا يقولون عني في أنفسهم! وخاصة مع الغرباء في الشارع، سواء تحدثت معهم أم لم أتحدث، وأنتقد نفسي على أتفه الأسباب.
عندما أعود إلى المنزل أفكر كثيرا وأصاب بالغثيان وأحيانا بإسهال، وأنا ملتزمة بالدين وطالبة علم، علما أني أصاب بين حين وآخر بالاكتئاب، ولكن لم أخبر أحدا بذلك ولا يعلم بحالي إلا الله.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فتعانين من حساسية مفرطة في شخصيتك، الإنسان الحساس دائما مشغول بآراء الناس أو ردة فعل الناس حوله، ولهذا دائما يخاف من ردود الأفعال، أو يخاف من نظرات الناس حوله، وينتقد نفسه، ويحلل فعله، ويراجع تفكيره مرات ومرات، وهذه من سمات الشخصية كما ذكرت، الشخصية الحساسة.
الحمد لله أنك ملتزمة بالدين -أختي الكريمة- والالتزام بالدين يريح الشخص كثيرا، فطالما أنت تفعلين الشيء الصحيح، وطالما أنت قريبة من ربك فيجب ألا تهتمي بشيء آخر.
تدريجيا - أختي الكريمة - تجاهلي هذه الأشياء، تجاهلي هذا الخوف الذي يحصل أمام الناس، وحاولي ألا تعريه اهتماما، ولكن إذا لم تستطيعي أن تفعلي ذلك فعليك أن تحاولي أن تصلي إلى علاج، وعلاج الاكتئاب أيضا قد يساعد في التخلص من هذه الحساسية المفرطة، ولعل أنسب دواء مثل الفلوكستين 20 مليجراما - أو البروزاك، أو الفلوزاك، كلها أسماء لدواء واحد - يوميا يساعدك كثيرا، إذا استطعت الحصول عليه، وإذا لم تستطيعي فالذهاب إلى طبيب نفسي.
فلوكستين 20 مليجراما (كبسولة) يوميا بعد الإفطار، وسوف يحدث المفعول بعد ستة أسابيع، وبعد ذلك عليك الاستمرار فيه - أختي الكريمة - لفترة لا تقل عن ستة أشهر، حتى تختفي هذه الأعراض وتعودي لحياتك الطبيعية، ثم بعد ذلك يتم التوقف عن الفلوكستين بدون تدرج.
وفقك الله وسدد خطاك.