السؤال
السلام عليكم
أعاني من وسواس قهري من الناحية الدينية منذ مدة طويلة، أتخيل أشياء قبيحة، وأقول في نفسي كلاما قبيحا، بعدها أصرف هذا الكلام على أشياء ثانية حتى أريح ضميري.
الوضع الذي يخوفني حاليا أنني صرت أحس أن هذه الأفكار عادية، بينما كنت أخاف منها من قبل عندما أوسوس، وأفكر أن ربي لعنني، لكن أحس أن مشاعري ماتت الآن، وأحس أن الكلام أصبح يخرج مني، وليس من الوسواس، فما الحل؟
هل مريض الوسواس يصل لهذه المرحلة أم أن هذه الحالة فعلا من نفسي، وأنني أصبحت لا أخشى الله؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Iwosh حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالوسواس القهري يأتي للشخص غصبا عنه، هي عبارة عن أفكار تكون في داخل الشخص، يعرف أنها منه، ولكنه لا يستطيع السيطرة عليها، وطبعا يقاومها مقاومة شديدة، وعندما تفشل هذه المقاومة يأتي بأفعال لكي يرتاح، وطبعا لا يمكن تحويل الأفكار لأفعال في حالتك، ولذلك تأتي هذه المرحلة، وهي مرحلة استسلام تقريبا للأفكار وليس تحويلا لها، ولجلب نوع من الراحة وتخفيف القلق الذي تحسين به.
لا زلت تعانين من وسواس قهري -أختي الكريمة- ولم يتغير شيء، وشيء آخر: الوسواس القهري قد يكون مصحوبا أحيانا باكتئاب، في حالات كثيرة الوسواس القهري المزمن إذا لم يتم علاجه قد يتحول إلى أعراض اكتئاب، وهذا ما يحصل معك.
ما زلت مريضة بالوسواس القهري، وهذا وسواس قهري، وليس من نفسك أو هو شيء تستطيعين السيطرة عليه.
يا -أختي الكريمة-: المطلوب منك العلاج، وهناك علاج دوائي وعلاج سلوكي معرفي لدى المعالجين النفسيين، يعطونك مهارات معينة في كيفية التعامل مع هذه الأفكار الدينية التي تظل عالقة ومتكررة في نفسك، وأيضا هناك أدوية تساعد كثيرا في علاج هذا الوسواس القهري، فعليك بالمتابعة مع طبيب نفسي ومعالجة نفسية، حتى تعالجي هذه الوساوس، وتتخلصي منه، وتعيشي حياة طبيعية.
وفقك الله وسدد خطاك.