السؤال
السلام عليكم.
أنا أرملة ولدي ولدان، مررت بظروف نفسية صعبة، حاليا أعاني من آلام في المعدة تصاحب إحساسي بالجوع، حيث لا أستطيع أن أبقى دون أكل لأكثر من 2 ساعات خلال اليوم، وهذا ما تسبب في ازدياد وزني بشكل كبير، أجريت العديد من الفحوصات وكانت كلها تدل على عدم وجود مرض عضوي، لكنني لا أستطيع ان أقاوم هذا الألم، وإلا أصبحت طريحة الفراش، مع العلم أنه خلال شعوري بالجوع لا ينخفض معدل السكر في الدم، كما أن الشعور بالألم لا يحدث خلال النوم ليلا.
هذا المشكل يزعجني حاليا لأنني أصبحت غير قادرة على الصوم، ما هو الحل من فضلكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالشعور بالجوع مع الشعور بالألم قد يقود إلى تشخيص التهاب أو قرحة الاثني عشر وليس قرحة المعدة، وقبل إجراء المنظار وهو الذي يؤكد وجود قرحة المعدة أو الاثني عشر يمكنك عمل تحليل براز للبحث عن جرثومة المعدة، ويمكن تشخيص الجرثومة H-Pylori من خلال فحص البراز للبحث عن وجود H-Pylori antigen أو من خلال إجراء اختبار urea breath test.
وعند تشخيصه فإن له علاجا يسمى العلاج الثلاثي، ويشمل klacid 500 mg مرتين في اليوم، مع كبسولات Amoxicillin 500mg كبسولتين كل 12 ساعة، بالإضافة إلى تناول حبوب حماية المعدة من العصارة الهاضمة، ومنها nexium 20 mg أو pantoprazole قرصا واحدا قبل الأكل مرتين في اليوم لمدة 14 يوما.
ومما يساعد في علاج جرثومة المعدة تناول كبسولات Probiotic مرتين في اليوم لعمل توازن بين البكتيريا الضارة والبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى تناول اللبن الرايب، والزبادي، والعسل، وزيت الزيتون، وتناول الأرز المطحون مع الحليب، وتجنب التوابل الحارة.
وللتخفيف من الغثيان والتجشؤ يمكن تقسيم الوجبات إلى وجبات خفيفة ومتكررة، ولا مانع من تناول domperidone 10 mg قرصا واحدا مرتين في اليوم قبل الأكل، والبعد عن المقليات، واللحوم المصنعة، والوجبات الدسمة خصوصا في العشاء، وكما تلاحظين أن الأدوية يتم تناولها مرتين في اليوم، وهي مناسبة للصيام، ولكن إذا لم تستطيعي مع تناول الدواء الصوم ففي هذه الحالة سيفيد المستشار الشرعي في ذلك.
وفقك الله لما فيه الخير.
++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور عطية إبراهيم محمد (استشاري طب عام وجراحة وأطفال)، وتليه إجابة الدكتور حسن شبالة (مستشار العلاقات الأسرية والتربوية).
++++++++++++++++++++++++++++++
نسأل الله أن يشفيك ويعافيك من كل داء يؤذيك، وبعد اعلمي أن المرض الذي يمنع الإنسان من الصوم هو المرض الذي لا يقدر العبد أن يتحمل مشقته، أو إن تحملها زادت في مرضه وأخرت من شفائه.
ففي هذه الحالة يجوز له شرعا أن يفطر ويقضي ما أفطره عند الشفاء، كما قال سبحانه: ﴿فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر﴾ [البقرة: 184].
وما تعاني منه قد يكون مرضا عضويا كما ذكر لك ذلك المستشار الطبي، ويمكن اكتشافه وعلاجه من خلال الفحوصات المتنوعة التي أرشدك إليها.
وإن تعذر اكتشاف أي مرض عضوي كما تقولين فقد يكون المرض غير عضوي يمكن تشخيصه بالرقية الشرعية وعلاجه بها عن شخص ثقة متقن لها.
وفي كل الأحوال إن أمكنك تعويد نفسك على الصوم وتحمل المشقة المعقولة منه فصومي، وإن لم يمكنك ذلك فافطري، وحاولي علاج نفسك، فإذا شفيت فيلزمك القضاء لما أفطرت من أيام، وإذا أخبرك الأطباء الثقات أن هذا المرض مزمن لا يرجى شفاؤه نهائيا، فيجوز في حقك الفطر والانتقال إلى الإطعام، بحيث تطعمين عن كل يوم أفطرته مسكينا وجبة مشبعة له، أو إخراج ما وزنه اثنان كيلو ونصف عن كل يوم، أي (75 كيلو) من الرز أو الدقيق عن كل الشهر لأسرة فقيرة.
وفقك الله لما يحب ويرضى.