لدي مشاكل مع خطيبتي وأشك أنها مصابة بحالة مس.. أفيدوني

0 54

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكركم على مجهودكم، جعله الله لكم في ميزان الحسنات.

أنا شاب من المغرب، عمري 31 سنة، وخاطب لبنت أكرهتها الظروف للهجرة للعمل بسلطنة عمان منذ أكثر من سنة ونصف، وكان اتفاقنا أن نستغل هذا الوقت لتكوين أنفسنا، وقد كانت الغربة قاسية جدا عليها، وعانت الأمرين بسبب مشاكل في الشغل، وظروف مادية معقدة أثقلت كاهلها، كما أن التواصل كان متعثرا بسبب فارق الوقت بين البلدين، فبدأت المشاكل بيننا.

وخلال زيارتها في شهر فبراير الأخير حاولنا الجلوس، ووضع حد للمشاكل، وبعد مؤاخذات ولوم وشد، -الحمد لله- رجعت لعمان، وعلاقتنا بخير، لأفاجأ بعد مدة قصيرة برغبتها بإنهاء العلاقة، وأنها لم تعد تكن لي أي حب، رغم محاولتي إقناعها بأن المشاكل واردة بين أي اثنين، وأنني متعلق بها، لكن بدون جدوى.

المهم بعد ذلك أخبرتني أختها أنها خلال زيارتها كانوا كثيرا ما يجدونها وحدها تبكي بدون سبب، وأحيانا تبدأ بالبكاء وهي جالسة وسط العائلة؛ مما ذكرني بقولها لي أنها كانت كثيرة البكاء بعمان في البيت والعمل وأحيانا كثيرة بالحمام أيضا.

هل يمكن أن يكون التغير الذي طرأ عليها من جراء مس أو شيء من هذا القبيل؟ وما الذي يمكن أن أفعله لعلاجها؟

علما أنها تحاول الحفاظ على صلاتها دائما، ولا تصدق أنه يمكن أن يرجع كل هذا لشيء من المس أو السحر، وكل محاولاتي لإصلاح الوضع تقابل بالصد.

أرجوكم دلوني على طريقة ما لأساعدها به؟ وقد بدأ رمضان نذرت لله صدقة كل يوم، والصلاة على الحبيب في اليوم مائة مرة، وأدعو الله بفضله ورحمته وبركته وبالصلاة على حبيبه المصطفى لتشفى وترجع لي كما كانت.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ربيع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أخي الكريم، وردا على استشارتك أقول:
بناء علاقة حب مع فتاة لا زالت أجنبية أمر لا يجوز لك شرعا، ولا يدرى هل سيتم الزواج بها أم أنك ستجد أمامك عراقيل كثيرة تمنعك من ذلك، ولذلك فإن كنت راغبا في الزواج بها فتقدم لها بالطريقة المعتادة، وذلك بأن تتقدم لوليها الشرعي، ومن ثم إن حصلت موافقة فعجل بالعقد حتى يتسنى لك التواصل معها وزيارتها والاختلاء بها.

كن على يقين أن الزواج رزق من الله تعالى يسير وفق قضاء الله وقدره، ولا يمكن أن تصر على فتاة معينة؛ لأنها قد لا تكون من رزقك مهما بذلت من المال والجاه.

الزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك فمتى حان الوقت فسوف ييسر الله لك ذلك الأمر وستسير الأمور كما ينبغي، أما الآن فالذي يبدو لي أنك غير مستعد لشيء من ذلك.

طول العلاقة بين أي رجل وامرأة من غير زواج تكثر فيه المشاكل نظرا لاختلاف الطبائع ولعدم وجود رابط شرعي بينهما ولكون ذلك مخالفة شرعية، فالله تعالى يعاقبهما بذلك.

الذي أنصحك به هو أن تقطع هذه العلاقة، ولا تتأسف على شيء فإن كانت هذه الفتاة من نصيبك ورزقك فلن تتزوج بغيرك؛ لأن مشيئة الله هي النافذة كما قال تعالى: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين).

مهما كانت مواصفات هذه الفتاة فقد تجد في غيرها ما هو أفضل، ولكن عليك بالبحث وأن تأتي البيوت من أبوابها.

لا تربط مثل هذه الأحداث بالسحر وما شابه ذلك، فذلك أمر غيبي، ولكن لعل ما تمر به هذه الأخت من الظروف جعلها بتلك الحالة خاصة، وأنها فيما يبدو لي تعيش وحدها، وهذا الأمر لن يجعلها سعيدة أبدا، وستتعرض لكثير من المضايقات.

أوصيك أن توثق صلتك بالله تعالى، وأن تجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح؛ فبالإيمان والعمل الصالح توهب الحياة الطيبة قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

ما قمت به من النذر أمر غير مشروع؛ لأن هذا النوع من النذر مكروه جدا، ومن أهل العلم من حرمه؛ لأنه نذر معاوضة والذي أنصحك به هو أن تكفر عن هذا النذر بكفارة اليمين، كما ورد في الحديث فتطعم عشرة مساكين وجبة واحدة، أو تصوم ثلاثة أيام؛ لأنك قد لا تستطيع أن توفي بذلك النذر، خاصة وأنك نذرت ذلك على سبيل الإطلاق، ولم تحدده بمدة فقد تشغل أو تنسى.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات