السؤال
السلام عليكم
أنا شاب عمري 24 سنة، مشكلتي بدأت منذ طفولتي، ولم أتعرف على خطورتها إلا الآن، بداية التبول تكون سريعة وعادية دون مشاكل، لكن في نهايته يصبح بطيىئا جدا، وكنت دوما أضطر لدفعة خفيفة للتفريغ بالكامل، ولم يكن هذا الأمر يزعجني حيث تعودت عليه.
كبرت ودرست الطب، وعند مزاولة urologie في السنة الخامسة أدركت أن الأمر خطير، ويمكن أن يكون لدي فشل كلوي بسبب residus post mictionnel.
أتمنى أن تشرح لي أكثر سيدي؛ لأنني أخاف من الذهاب إلى التحاليل خشية اكتشاف فشل كلوي، مع العلم أنني لم أتعرض سابقا لالتهابات أو عدوى بكتيرية من أي نوع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Agounimouiz حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ابني العزيز، إن ما تصف لنا من عدم التمكن من تفريغ المثانة بالكامل، حتى تضطر إلى الدفع في النهاية قد لا يكون ناشئا عن أمر ذي بال، ولكن يتوجب علي أن أسألك إن كنت تعاني من أية أمراض عصبية مثل: التصلب المتعدد أو الوراثية منها مثل انشقاق العمود الفقري، وهذه الحالات بالطبع نادرة، ولعل من الأسباب المشهورة لما تصف ظاهرة ما يسمى بالمثانة الكسولة، أو قليلة الحركة وهي حالة مكتسبة ناشئة عن التعود.
ويمكن لهذه الحالة أن تصيب الأشخاص الحساسين الذين دائما ما يقومون بتأجيل الذهاب إلى دورة المياه للتبول لأسباب متعددة منها الحرج من الذهاب إلى دورات المياه العمومية، أو خارج المنزل أو حتى تأجيل الذهاب إلى دورة المياه بسرعة لدواعي الانشغال بالدراسة، أو محادثة الأصدقاء أو مشاهدة التليفزيون، وبمرور الزمن فإن المثانة تتمدد في حجمها وتقل كفاءتها في التفريغ.
ومن الأسباب الأخرى المشهورة لمثل حالتك الإمساك المزمن، لما له من تأثيرعلى وظائف المثانة، ولعل القائمة تطول إذا ما استطردنا في سرد المسببات النظرية، ولذلك لنكون عمليين فإنه من نافلة القول أن أنصحك بزيارة طبيب المسالك البولية المتخصص في أمراض وظائف المثانة، والذي سيقوم بأخذ كافة المعلومات الهامة منك وفحصك، وإجراء بعض الفحوصات المبدئية لحالتك، والتي تتضمن وظائف الكلى وزراعة للبول للتأكد من عدم وجود التهابات بولية، وقد يطلب منك فحوصات بالموجات الصوتية للاطمئنان على الكليتين، ولحساب ما يتبقى عالقا بالمثانة بعد الانتهاء من التبول، وسيطلب هذا الطبيب منك بالطبع أن تملأ ما يعرف بالمفكرة البولية، وهي عبارة عن جدول يغطي فترتي النهار والليل، ومقسم إلى 24 ساعة، ويتوجب عليك أن تسجل كل ما تتناول من سوائل بالوقت والنوع والكمية المشروبة بالمليلتر، وكذلك يتوجب عليك أن تسجل في هذه المفكرة كل مرة تتبول فيها ذاكرا التوقيت، والكمية المفرغة من البول، وذلك في المكان المناسب من المفكرة البولية، ولتكون هذه المفكرة أداة تشخيص عظيمة يتوجب عليك الدقة في ملئها، ولا تغير شيء من روتين حياتك لملئها، كأن تنقص من كميات السوائل المشروبة أو أن تزيدها عن ما تعودت أن تشربه وتفعله في حياتك اليومية، ويا حبذا لو تمكنت من ملىء هذه المفكرة لعدة أيام فإنها توضح الشيء الكثير لطبيبك المعالج عن عاداتك البولية والشربية، وفي كثير من الأحيان تكون هذه المفكرة تحوي كل ما يحتاج إليه من معلومات، وبعدها يقوم الطبيب بعد معاينتها بوصف العلاج أو التصرف مع مثانتك.
وأما إذا ما اكتشف الطبيب شيئا مقلقا مثل كسل المثانة أو الشك في ضعفها فإنه قد يطلب إليك أن تقوم بإجراء فحص لديناميكية المثانة، ويتكون هذا الفحص من جهاز كمبيوتر متخصص توصل إليه أنابيب متعددة موصلة بالمريض، ولا تخف فإن هذه الأنابيب رفيعة جدا وغير مؤلمة، وللتفصيل أكثر فإن مساعد الطبيب سيقوم بإدخال قسطرة خاصة إلى مثانتك عن طريق القضيب، بعد أن يوضع به مخدر موضعي، ويقوم كذلك بإدخال قسطرة أخرى في المستقيم، ثم يقوم بملىء المثانة بالمحلول الطبي بصورة بطيئة، المقصود منها مشابهة تجمع البول الطبيبعي في المثانة، وأثناء هذه الفترة سيقوم الطبيبب بسؤالك أسئلة دورية عن إحساسك بالامتلاء، وحتى أن تصل إلى الرغبة الأكيدة في التبول، وحينها سيخرج من الغرفة ويطلب منك التبول بالطريقة التي تبول بها دائما.
وسيقوم الجهاز بعدها ببعض الحسابات ويخرج المعلومات المستوفاة من الفحص على هيئة جداول ورسومات بيانية، وعندها سيقوم الطبيب بتحليل هذه المعلومات على ضوء ما عنده من نتائج ومعلومات عن حالتك، ويصف لك التشخيص الدقيق لعمل مثانتك وتصرفها، ومن ثم العلاج المناسب، وطبعا فإنني قد تعمدك الإكثار من التفاصيل؛ لأنك طالب طب، ولعل هذه المعلومات تفيدك في تحصيلك الأكاديمي أيضا، وباختصار لا تقلق، فأنت لا تعاني من فشل كلوي -وحماك الله من ذلك-.
والله الموفق.