السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا طالب خريج تخصص علم الحاسوب، وأرغب إن شاء الله بإكمال الدراسات العليا، التخصص الذي أرغب بدراسته هو الذكاء الاصطناعي.
وفي الحقيقة أنا أهدف لخدمة الإسلام بمجال دراستي، وأرغب أن أعتبر دراستي وعملي في المستقبل في سبيل الله، ومن هنا أرغب باختيار فكرة ماستر تستخدم الذكاء الاصطناعي لخدمة الدين والأمة الإسلامية.
فأتمنى منكم دعمي بالأفكار والاقتراحات، وهل الأبحاث لتطوير اللغة العربية ودمجها مع الذكاء الاصطناعي يعتبر دعما للإسلام بما أن العربية هي إحدى أهم أساسات الدين.
وكما نعرف أن العرب خاصة والمسلمين عامة ضعفاء في التكنولوجيا، والعالم يستمر بالتقدم والتطور، والمسلمون لايزالون في الخلف، وكما نعرف أن هناك فجوة كبيرة بين الإسلام والتكنولوجيا، فمعظم التطور التكنولوجي يعارض مفاهيم الأخلاق الإسلامية سواء أكانت مواقع الإنترنت، أو تطبيقات هاتف، أو ألعاب، وحتى الروبوت في المستقبل، فهل أجد عندكم أفكارا تغطي رغبتي؟
ملاحظة: ميولي في الذكاء الاصطناعي، معالجة الصور، والتنقيب في النصوص، وتعلم الآلة والروبوت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ "محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص، وفكرة المبحث والدراسة، ونحيي السؤال، ونسأل الله أن يوفقك وينفع بك وبدراستك أمتك والأجيال، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته لنا ولك الآمال.
بداية نشكر لك النية في خدمة الأمة، ونسأل الله أن يكتب لك التوفق والأجر، ونؤكد لك أهمية هذا اللون من الدراسات عندما تربط بقدرة وعظمة واهب العقل والذكاءات، وإذا كان طلب العلم عند الآخرين مهما فهو عندنا عبادة، وأهل العلم هم أهل الخشية من الله، ولكن يؤسفنا أن نقول أن بعض الدارسين والباحثين وقفوا أمام الإنجازات العلمية ولم يسبحوا بحمد ربنا العليم الخبير واهب العقل والحواس والمدارك سبحانه.
حتى وجد من اتخذ العلم إلها فضل، وأسوأ الضلال ما كان بعد علم (وأضله الله على علم)، وعليه فنحن نشد على يديك وندعوك إلى ما يلي:
1- اللجوء إلى الموفق.
2- متابعة النية الصالحة والثبات عليها.
3- جعل تعظيم الخالق العظيم من أهداف البحث الذي سوف تتقدم به لنيل الشهادات ليكون شاهدا لك.
4- الحرص على جعل محور للتأصيل العلمي، فالناس يظنون أن السبق في دراسات المواهب والذكاءات من الأمور الجديدة ولكن الحق بخلاف ذلك والمتتبع لنصوص القرآن والسنة سوف يجد في القرآن من الخطاب للحواس وللوجدان والمشاعر وأساليب تتناسب مع كافة الخلق ولا عجب فلا يعلم أسرار المخلوق سوى الخالق (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
5- الإشارة إلى اكتشاف النبي لمواهب وقدرات الصحابة، واستخدام الرجل المناسب في المكان المناسب، وفي المهمة التي تناسب ذكاءه وقدراته.
6- نسعد بالاستمرار في التواصل بعد وضع الخطة الأولية حتى نشجع عليها أو نعلق.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.