السؤال
السلام عليكم
ما حكم منعي من الخروج من المنزل بحجة أني أخاف عليك أو ما شابه؟ أو أجلس وعندي رغبة في التزود من العلم وأنا شخص كبير وعاقل وبالغ وبعمر 18 سنة، وهل يجوز لي الخروج من المنزل وأبي غير راض أم آثم بفعل ذلك؟ وهل إذا منعني أبي من الدخول الى المنزل يحق له ذلك؟
أفيدوني بارك الله لكم في علمكم.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويرزقك بر والديك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
ليس على وجه الأرض من هو أحرص على مصلحة الأبناء والبنات من الآباء والأمهات، وهذا الأمر فطري، وهو جزء من الرحمة التي أنزلها الله، فيها تتراحم الخلائق، حتى أن العجماوات لترفع حافرها عن صغيرها حتى لا تؤذيه.
لا شك أن ما يحصل من منع لك من الخروج سببه الخوف الزائد عليك، ونتمنى أن تنجح في تأمين المخاوف لدى الوالدين، يكون أولا بطاعتهم والاستجابة لهم إذا كانت هناك خطورة محققة، ثم بالإثبات لهم بأنك أصبحت ناضج وقادر على إدارة حياتك وتجاوز الصعاب.
أنت بلا شك كبير، ولكنك عند والديك لا تزال صغيرا، فأثبت لهم بتصرفاتك ومواقفك أنك أصبحت فعلا ممن لا خوف عليهم.
أرجو أن تجلس عند والديك إذا طلبا منك ذلك، ولم يترتب على جلوسك ضياع فرائض أو مصالح واضحة. وإذا اضطررت للخروج من عندهم فأحسن الطلب منهم، وأحسن الاعتذار لهم إذا تأخرت في الخارج لأي سبب، وكن على تواصل معهم حتى يطمئنوا عليك.
اعلم أن الوالدين في أيام كبر سنهم بحاجة إلى أن نكون قريبين منهم وموجودين معهم.
أما إذا كنت سوف تستفيد علما فهذا يؤكد أهمية الجلوس مع الوالد، واعلم أنك في نعم عظيمة تستوجب الشكر.
نحن لا ننصحك بالخروج إذا كان الوالد غير راض، وندعوك إلى الاجتهاد في إرضاء الوالد.
أما حكم الخروج فالذي يحدده هو الأمر الذي تريد الخروج إليه، وإذا كان بر الوالدين واجب فلا يجوز الخروج لأمور أقل من الواجب، أما إذا كان الخروج لطاعات وصلوات وأمور حياتية ملحة يلحقك ضرر من التأخر فيها فلا مانع من الخروج مع التلطف والاجتهاد في تطييب خاطر الوالدين.
أما إذا منعك الوالد من الدخول فليس أمامك إلا الاجتهاد في إرضائه، واطلب معونة الأعمام والعمات، ونتمنى ألا يصل الوضع إلى الدرجة التي يمنعك فيها من الدخول للمنزل، وإذا فعل ذلك فهو حق له، خاصة إذا كان هناك ما يدعو لاتخاذ ذلك القرار.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يعينك على التكيف والتعايش مع الأوضاع، وأن يكتب لنا جميعا ثواب البر لآبائنا.
وفقك الله.