السؤال
السلام عليكم
عندي مشكلة وأنا والله في ضيقة بسببها، صار لي فترة وأنا أدعو على زوجي أو على أحد أحبه بدعاء فيه ضرر، والله ليس بيدي هذا الشيء، فمثلا عندما يكون زوجي واقعا في مشكلة أدعو عليه في نفسي أن مشكلته لا تنحل، أو أن يصير له شيء يضيق عليه، كذلك أهلي، أحيانا تأتيني وساوس غريبة أن أفقدهم، لكن أكثر واحد أتمنى له التوفيق ولا أريد أن أراه مهموما هو زوجي، ومع ذلك هو أكثر شخص أدعو عليه بهذا الدعاء.
والله لا أعرف ماذا أفعل، أحاول أن أستغفر الله، وأن ربي لا يؤاخذني، وأحزن على زوجي كثيرا وكأن شخصا آخر داخلي يقول هذا الدعاء! أشعر بالندم الشديد وبتأنيب الضمير، ما هذا الشيء جزاكم الله خيرا؟ وكيف أتخلص منه؟ وهل سأعاقب عليه؟ وهل ربي يستجيب دعائي على زوجي؟ علما أن هذا الشيء ليس بيدي.
أفتوني جزاكم الله خيرا، أنا في ضيق وفي حالة لا يعلم بها إلا الله سبحانه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم موسى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - أختنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك المشاعر النبيلة تجاه زوجك وأهلك، وتلك المشاعر النبيلة هي التي دفعتك للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يخلصك مما أنت فيه، ويحقق لنا ولكم الآمال.
بداية نبشرك بأن رفضك لوساوس الشر دليل على الخير الذي في نفسك، بل هو دليل على أن ما يحصل لا يضرك، واحمدي الله الذي رد كيده إلى الوسوسة، وتعوذي بالله من الشيطان الرجيم.
قد شكا بعض الصحب الكرام للنبي صلى الله عليه وسلم بعض ما يجد في نفسه، حتى قال: (لزوال السموات أحب إلي من أن أتكلم به وأبوح) فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)، وقال: (ذاك صريح الإيمان)، ثم وجهه بأن يتعوذ بالله من الشيطان ثم يقطع توارد الأفكار وتسلسلها بقوله: (ثم انتهي)، وإن كان في الوساوس ما يخدش العقيدة فعليه أن يقول: (آمنت بالله).
أرجو أن تطمئني إلى أن الذي يحدث لا يضرك ولا يضرهم، ففوتي الفرصة على الشيطان وأكثري من الاستغفار والأذكار كلما جاءتك الخواطر السالبة، واعلمي أن ذلك مما يغيظ عدونا، وسيتركك ويبتعد عنك، فكيد الشيطان ضعيف، ولا سلطان له على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه والإكثار من ذكره وشكره، والحرص على حسن عبادته، ونسأل الله أن يوفقك وأن يسدد خطانا وخطاك.