الرغبة في التخصص الشرعي في الثانوية مع انعدامه في المغرب العربي

0 404

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله .

أنا شاب عمري 20 سنة، لا أدرس لعدم تفوقي هذه السنة.

أحب أن أتخرج من إحدى المدارس الشرعية لحبي لطلب العلم الشرعي بعيدا عن مواد الفلسفة والاقتصاد، لأني في هذه المواد ضعيف، ولا أحبها.

فما هو الطريق لكي أحقق حلمي، وقد أغلقت جميع الأبواب التي أعرفها، خاصة وأن الجزائر أوقفت التعليم الشرعي في الثانوي، وأنا مستواي 3 ثانوي، ولم أتحصل على الشهادة الثانوية؟ فما الحل؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Lyes حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فإن العلم ضاع حين أصبح الهدف منه نيل الشهادات والوصول إلى الوظائف والرتب العاليات، وليس عدم التفوق في أمور معينة هو نهاية المطاف، بل إن بعض المتفوقين في حياتهم فصلوا في بعض مراحل الدراسة لضعف مستواهم؛ لكنهم واصلوا المسير في اتجاه آخر، وتوكلوا على الله فكتب لهم التفوق والنجاح في حياتهم.

وقد أعجبني حرصك على التزود من العلوم الشرعية، وهي أفضل العلوم على الإطلاق؛ لأنها تعرف الإنسان بربه، وتهيئه للقيام بالمهمة التي خلق لأجلها وهي عبادة الله.

ومن فضل الله علينا وعلى الناس أن يسر لطلاب العلم الشرعي السبل، وهيأ لهم الوسائل، ولا أظن أن هناك صعوبة في متابعة الدروس العلمية في المساجد أو في الإنترنت، أو في قناة المجد العلمية، التي تقدم دورات وعلوم شرعية لمشايخ فضلاء، فاطلب العلم بكل الوسائل، واختر لنفسك وظيفة مناسبة تعينك على طلب العلم، وتوفر لك ما تحتاجه من ضرورات الحياة، وإذا كان الحال ميسورا فلا بأس من التفرغ الكامل لطلب العلم، بل والسفر والرحلة في طلبه، فإن مذاكرة العلم تسبيح، وطلبه جهاد، وبذله لأهله صدقة، وطلب العلم أفضل من كل نافلة.

وإذا فقه الإنسان نفسه، وتبحر في طلب العلم، وأخلص في ذلك لله جعل حاجة الناس إليه، ورفع قدره في الدنيا والآخرة، وهناك علماء كبار احتاج الناس لعلمهم وليس عندهم شهادات، بل جاء أصحاب الشهادات ليتلقوا عليهم العلم، وأنت الآن في عمر الشباب وبإمكانك بعد توفيق الله أن تفعل الكثير، وأرجو أن ينفع الله بك البلاد والعباد.

وإذا وجدت فرصة للدراسة النظامية فلا بأس أيضا في الاستفادة من ذلك، وما يدرس في قاعات الدراسة لا يخرج علماء لكنه يعطي مفاتيح للعلم، فإذا استخدمها الطالب وفتح بها أبواب العلم، وسهر وجد واجتهد، نال المنى.

وأرجو أن تعلم أنك تحتاج إلى عزيمة قوية وصدق وإخلاص وبذل للأسباب، وبعد هذا سوف تفتح لك كل الأبواب، فاستعن بالله ولا تعجز، وتوكل على الله، فإنه يقول: (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ))[الطلاق:3]، ولا تنظر إلى الأبواب المغلقة، ولكن تقدم من خلال النوافذ المفتوحة، وأكثر من اللجوء إلى الله؛ فإنه يجيب من دعاه، والزم تقواه؛ فإنه ينصر من تولاه ويوفق من سار على هداه.

وفقك الله وأعانك لما يحبه ويرضاه.



مواد ذات صلة

الاستشارات