كيفية الاختيار بين مواصلة الدراسة والتجارة والزواج.

0 484

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا طالب في مدرسة تقنية السنة الأولى، شعبة تسيير المقاولات، أنوي إن شاء الله بعد التخرج القيام بتدريبات والبحث عن عمل.

اقترح علي أحد الإخوة القيام بمشروع تجاري، وهو بيع كفتة السمك؛ حيث يضاف على السمك مجموعة مواد فيصبح مذاق الكفتة ككفتة الخروف، وهي لذيذة جدا، حيث أن من أكلها يحبها كثيرا؛ لأنها لذيذة المذاق، وقد كان يبيع على عربة متنقلة هو وأحد الإخوة، إلا أن الشرطة منعتهم وكثيرا من الباعة المتجولين، وقال لي بأنه مشروع مربح جدا، فبماذا تنصحوني؟

لدي أخ أكبر مني سنا متزوج مقيم بفرنسا، عرفني على فتاة مغربية مقيمة بفرنسا، طرح عليها موضوع الزواج بي بعدما أخبرها بأنني شاب مصلي وملتزم بالشرع ما استطعت، فوافقت واتصلت بي عبر الهاتف، ونحن لا زلنا نتعارف، والديها لا زالا على قيد الحياة، أبوها تجاوز الستين وأمها على مشارفها، لديها خمسة أخوات اثنتان متزوجتان بمسلمين، واثنتان متزوجتان بنصارى والعياذ بالله، وواحدة مطلقة، ولديها أيضا أخ لا زال أعزب .

أود أن أعمل في شركة؛ لأنها أكثر أمانا من ناحية الدخل وكذلك الضمان الاجتماعي، إلا أنها قد تأخذ وقتا ومجهودا كبيرين، وأنا أريد أن يكون لي وقت فراغ كاف لكي أتمكن من تلاوة القرآن وحفظه إن شاء الله، وكذلك طلب العلم، والاهتمام بالوالدين والزوجة والأبناء إن شاء الله في المستقبل، وتربيتهم، وكما تعلمون فذلك يأخذ وقتا.

بالنسبة للحالة الثانية، هذا العمل مربح على حسب ما أخبرني به الأخ، إلا أن به الريسك -كما يقال بالفرنسية-، أي لا يوجد فيه ضمان اجتماعي، وقد تحصل مشاكل مع الأخ؛ لأن الشراكة دائما يحصل بها مشاكل، كما أن لهذا الأخ مهابة في نفسي، إذ أنني ألبس السروال وأسبل الثياب وآخذ من اللحية، وأنصت للأناشيد ولبعض المشايخ كطارق السويدان ...وغيرهم، أي أنني أخالفه في بعض الأشياء، وكل ما ذكرته لا أتبعه من أجل الهوى بل أتبعه حسب أدلة صحيحة، وهذا الأخ سلفي وأنا أؤمن بصحة هذا المنهج، إلا أنني قد أخالف بعض الإخوة في بعض المسائل، كما أنني أعيب على بعض الإخوة بعض التصرفات، وقد تكون بعيدة عن المنهج.

لدى هذا الأخ أخت التزمت مؤخرا قد يعرضها علي للزواج، إلا أن شكلها لا يعجبني، أي باختصار قد يسيطر علي في بعض الأشياء، وأنا لا أحب ذلك، بل أريد أن أكون حرا في تصرفاتي.

أما بالنسبة للمسألة الثالثة فأنا ضعيف التجارب في الحياة، ولا زلت أريد اكتساب المزيد من التجارب، كما أنني أعاني من الضعف الجنسي، وهذه الفتاة لديها أخوات غير ملتزمات ومتزوجات بنصارى، وكما تعلمون فالمشاكل قد تحصل بين الزوجين، وإذا لم تكن العائلة طيبة فقد تزداد المشاكل بدل أن تحل، كما أني قد أجد معهم بعض المشاكل باعتبار عدم التزام بعض أخواتها.

أما بالنسبة لشخصيتي، فأنا شاب أحب أن أعيش حياتي، وأن أتمتع بحياتي، وأريد أن أتعلم الكثير من الأشياء، وأن أكتسب مزيدا من الخبرات في حياتي، كما أني أريد أن أعرف أماكن الجمعيات والمنظمات في بلادي حتى أستفيد من الخدمات التي تقدمها.

هذه هي مشكلتي باختصار، أرجو منكم النصح والتوجيه .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

أرجو أن تجتهد في دراستك حتى تتمكن من التفوق والنجاح وعندها سوف تفتح لك الأبواب، ونحن دائما نرغب في أن يكون أهل الدين والصلاح ناجحين في حياتهم حتى يستطيعوا خدمة الإسلام وخدمة المسلمين، وأولى الناس بالتفوق هو من ينهض لصلاة الفجر، ويراقب الله ويحرص على طاعته، وإذا كانت ظروف العائلة جيدة فأرجو أن تتفرغ لإتقان دراستك والتزود من العلوم الشرعية الضرورية، ولا بأس من العمل إذا كانت هناك حاجة لذلك، وشرف لطالب العلم أن تكون عنده حرفة ومهنة، بل إن هذا يساعده على قول الحق والثبات عليه، واعلم أن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده، وليس هناك عيب في أي عمل إنما العيب في العطالة والكسل والاتكالية، ولا بأس كذلك من التجربة في الحياة، واحرص على أن تكون معاملتك للناس بالحسنى.

أما بالنسبة للعمل بالتجارة فلا بأس به، والتاجر الصدوق الأمين بأرفع المنازل، ولكني أنصحك بأن تراعي في عملك الضوابط المعمول بها، فليس من الصواب أن يخالف الإنسان الأنظمة الموضوعة لترتيب العمل بالأسواق والمطاعم، وقد لا تتوفر الشروط الصحية للبيع في العربات المتحركة أو في أطراف الطرق، وهذا النوع من العمل فيه مخاطر ومخاطرة، والقوانين الموضوعة فيها مصالح للبلاد والعباد.

أما بالنسبة لموضوع الزواج فعليك بذات الدين ولا تتعجل حتى تستخير من بيده الخير سبحانه ثم تستشير الصالحين من أصحاب الخبرة والدراية، فإذا عزمت فتوكل، ولا تجامل في موضوع اختيار الزوجة أحدا، فإنك سوف تعيش معها وحدك.

وأرجو أن تحمل الود والمحبة لإخوانك وإن اختلفوا معك في بعض المسائل، ولا تتعمد المخالفة ولكن إذا ظهر لك الدليل الواضح فاتبع الدليل، وإذا كان الحق معهم فعليك أن تأخذ به، واعلم أن المسلم لا يجوز له أن يسبل الثياب، ولست أدري ما هو المقدار الذي تأخذه من اللحية؟ وهل هي طويلة؟ ولماذا تفعل ذلك؟ وماذا يضرك لو أرسلتها وتأسيت برسولنا صلى الله عليه وسلم.

ولا بأس من سماع الأناشيد المجردة من الآلات الموسيقية شريطة عدم الإسراف في ذلك؛ لأن الاهتمام بحفظ القرآن والدراسة والفهم للسنة أهم من ذلك بكثير، وننصحك بالسماع لأهل العلم، وأخذ العلم من أهله، واعلم أن الحق ليس ملكا لأحد، واعلم أنه ما من أحد إلا ويؤخذ منه ويرد عليه إلا رسولنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، كما قال الإمام مالك رحمه الله.

ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات