السؤال
السلام عليكم
أعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي، بدأت المشكلة عندما أحسست باختناق وخفقان قلب وارتجاف، أحسست بالخوف عندما أتتني هذه الأعراض، ولم أعرف ما الذي يجب علي للقيام به، تجاهلت الأمر لكن نفس الأمر تكرر معي 3 مرات لدرجة أنني بت أخاف أن تأتيني هذه الأعراض، وأفكر ما الذي سأفعله إن عادت مرة أخرى، تشجعت وأخبرت أمي بالمشكلة، أخذتني للطبيب، أخبرني أنني أعاني من غازات في الأمعاء وقرحة المعدة وانتفاخ في المرارة، وصف لي دواء، واتبعت حمية، و-الحمد الله- اختفت تلك الأعراض، صحيح أنني لا زلت أعاني من الغثيان وفقدان الشهية وألم في جانبي الأيمن، لكن هذا أفضل مما سبق.
لكن بعد ذلك لاحظت أنني أصبحت حساسة جدا ومزاجية بالرغم من أنني شخصية هادئة، وأصبت بالخمول والتعب والإرهاق، بالإضافة إلى كثرة التفكير والقلق، فمثلا أخاف من الجن وأتخيل مواقف مخيفة تحدث لي، بالرغم من أنني مواظبة على صلاتي وأقرأ كل يوم القرآن وأقرأ أذكار الصباح والمساء، وأعلم أنه من المستحيل أن يحدث لي شيء سيء، لكن أستمر في التفكير في الأمر، وحدة التفكير تزداد خاصة في الليل أو عندما أصاب بإسهال أو إرهاق، أفكر هل هذه أعراض العين والحسد؟ وأذهب للبحث في الإنترنت.
كذلك غيرها من الأفكار، مثل أن أصاب بالفصام أو شيء من هذا القبيل، وينتهي بي الأمر أقول: يا ليتني أموت قبل أن يأتي هذا اليوم، فهل المشاكل في الجهاز الهضمي قد تسبب القلق والتوتر؟ وكيف يمكنني تجاوز الأمر؟ لأنني تعبت من هذا الوضع ولا أعلم ما الحل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية.
أعراض الجهاز الهضمي التي بدأت معك غالبا هي نوع من اضطراب القولون العصبي – أو العصابي – وهذا بالفعل يؤدي إلى كثير من الضجر والتململ، ويساهم القلق النفسي في تكوين هذه الأعراض، وحين تظهر مشاكل الجهاز الهضمي هذه – والتي قد يكون سببها القلق – سوف تزداد الأعراض، إذا القلق يسبب اضطراب الجهاز الهضمي، وحين يحدث اضطرابا للجهاز الهضمي يؤدي إلى مزيد من القلق والتوتر، وهذا القلق والتوتر سوف ينعكس أيضا سلبيا على الجهاز الهضمي، وهكذا يجد الإنسان نفسه في هذه الحلقة المفرغة.
أنت لديك قلق مخاوف، هذا هو المكون النفسي الأساسي مما تعانين منه، لكن لا أراك مريضة مرضا نفسيا حقيقيا، ولا أراك مكتئبة أبدا، هو مجرد نوع من قلق المخاوف الذي يؤدي إلى عسر في المزاج واضطرابات نفسوجسدية، تمثلت وتجسدت في أعراض الجهاز الهضمي.
الحلول بسيطة، أهمها أن تتجاهلي هذه الأعراض، لا تسرحي وتسترسلي في الأفكار، حقريها، تجاهليها، واصرفي انتباهك عنها بأن تشغلي نفسك بما هو مهم، حتى الفكرة حين تسيطر عليك إن كنت جالسة فعليك بالوقوف، وإن كنت واقفة فاجلسي، تحركي من المكان، اتفلي على شقك الأيسر ثلاث مرات، تذكري شيئا جميلا في حياتك، اقرئي شيئا من القرآن الكريم، طبقي تمارين التنفس، خذي نفسا عميقا وقويا جدا عن طريق الأنف، وهذا يجب أن يستغرق سبع إلى ثمان ثوان، بعد ذلك احبسي الهواء في صدرك لمدة أربع إلى خمس ثوان، ثم أخرجيه في شكل زفير عن طريق الفم، لكن يجب أن يكون بقوة وبطء، تمارين ممتازة وبسيطة، ويمكن للإنسان أن يجعل ذلك نمطا في حياته.
الفكر الوسواسي يحقر تماما، وأرجو ألا تكثري من هذه الاطلاعات على الإنترنت، فهي تعطي حقائق مشوهة، وكثيرا ما يحصل سوء تأويل، حتى وإن أعطيت الحقائق بصورة واضحة وجلية.
اجتهدي في دراستك، نظمي وقتك، شاركي أسرتك، لا تكوني شخصا سلبيا أبدا، عليك بالصلاة في وقتها، والدعاء والذكر، وإن قابلت طبيبا نفسيا قطعا هذا سوف يكون أفضل.
أنا بعد أن وجهت لك النصائح كلها، بالرغم من قناعتي أنك سوف تتجاوزين هذه المرحلة -إن شاء الله تعالى-، لكن حتى يأتيك العلاج مبكرا وتزول عنك الأعراض هذه اذهبي وقابلي طبيبا نفسيا، وأنا أعتقد أنك قد تحتاجين لدواء بسيط لمدة شهرين إلى ثلاثة، يضاف إليه ما ذكرنا لك من إرشاد ونصح.
أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وكل عام وأنتم بخير.