تزوجت برجل طيب وكريم وبدأ الحب بيننا يضعف

0 37

السؤال

السلام عليكم

تزوجت منذ سنة تقريبا، وزوجي -بفضل الله- رجل طيب وكريم ورائع، ولا يبخل علي بشيء، ويقدرني، ولكن ثمة منغصات تحطم ما بداخلي، مثلا ينقل كل مشكلة تحدث بيننا لأهله، وأنا لا أخبر أحدا.

يحب النكد والحزن أحيانا؛ لأنه أحب فتاة قبل الزواج وخانته، أشعر أنها ما زالت تسكن بداخله، دائما يسمع أغاني حزن وفراق، وأحيانا يشاركها على الفيسبوك وأنا أصاب بالإحراج أمام أهلي، ودائما يقول: أنت تغيرت منذ زواجنا، لم أعد أحبك كما كنت في الخطبة، وأنا أعيش معك حياة زوجية دون مشاعر وأحاسيس! رغم أني لا أقصر معه بشيء لإرضاء وجه الله تعالى، وليس لأجله، ويقول: ليت الأيام تعود ولم أتزوج لأخرج مع أصدقائي يوميا وأشتري ما يحلو لي من الملابس، وراتبي يكفيني، ولا أحتاج أحدا.

يجرحني وأنا حساسة، ودائما أبكي، عندما أزور أهلي أبكي بيني وبين نفسي، فهم أهل نادرون يعشقونني ويفعلون المستحيل لإرضائي.

أخاف على والدي من نسمة الهواء، وزوجي يغار أحيانا ويقول: ليتني أهلك لتحبيني مثلهم أو ليتك تحبينني! مع أني أحبه والله، لكن لا أعبر عن ذلك، وأقول أخيرا فعلا ليت الأيام تعود، وأفكر أحيانا بالطلاق، رغم أني حامل؛ لأعود لأهلي معززة مكرمة، فأنا ما زلت أعشق أهلي بجنون ولم أتأقلم مع حياتي الزوجية، ودائما أصاب بالحزن والغمة عند دخول عتبة بيتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويحقق لك الوفاق والسعادة والآمال.

أرجو أن تظهري لزوجك ما في قلبك من الحب له، وتجنبي إظهار حبك الزائد لأهلك أمامه، واعلمي أن أقصر طريق لاحتوائه وإجباره على نسيان أي علاقة سابقة إنما يكون بالمبالغة في حبه، فهو زوجك الحلال، ووالد الجنين الذي في بطنك، وأنت مأجورة على حبه والوفاء له.

لا يخفى على أمثالك أن الشرع يبيح لك إسماعه الكلام المعسول والتوسع في ذلك، فإذا غار من حبك لأهلك فقولي أنت الأغلى، وأنت أبو الجنين الذي في بطني، وأنت حبي الأول، و..

أما بالنسبة لسماعه للأغاني أو وقوعه في بعض المخالفات فدورك عظيم في نصحه وتصحيح مساره، ولك البشرى من الرسول صلى الله عليه وسلم على دعوته للخير، قال صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) فكيف إذا كان الرجل هو زوجك؟!

نتمنى أن تشجعي زوجك على التواصل مع موقعك حتى يسمع النصح من إخوانه وآبائه المستشارين، ونحن لا نؤيد ذكره للفتاة الأولى، ولا نوافق على إظهار حبك الشديد لأهلك أمامه، وإذا تواصل معنا فستصله التوجيهات التي تفيدك وتفيده، وتجلب لكما السعادة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى المحافظة على حياتك الزوجية؛ لأن مكان الزوج لا يسده الأهل مهما كان حبهم لك وحبك لهم، وزوج المرأة بمنزلة لا يعدلها أحد، فحافظي على حياتك الزوجية، وتوجهي إلى بدعائك رب البرية.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يسعدك ويسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات