السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوجه الشكر لموقعكم على دوامه بتقديم يد العون والمساعدة لنا، استفدت منه كثيرا -ولله الحمد-.
آبائي وإخواني الأفاضل: مضمون استشارتي أنني شاب بعمر 17 سنة، أرغب بالزواج السنة المقبلة إن شاء الله، مع العلم أن الكثير من الأشخاص والأقارب عند طرح هذا الموضوع أمامهم لا يؤيدون الفكرة، وهذه نظرة المجتمع بشكل عام، فلا أعلم ما السلبيات والإيجابيات، مع العلم أنني أحتاج الزواج كثيرا وأرغب به، وأحتاج امرأة تؤنس وحدتي وتشبع عاطفتي.
ولا أخفي عليكم أنني لا أستطيع غض بصري ولا حفظ فرجي، وهذا سبب لي مشاكل عضوية بسبب العادة السرية (أجلكم وأكرمكم الله).
ومن ناحية النضوج العقلي والاستعداد النفسي: أرى نفسي ناضجا نضوجا يؤهلني للزواج، ومستعدا نفسيا أيضا، وخاصة أن الأمر سيتم بعد عام من الآن.
فلا أعلم ما توجيهكم لذلك؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل وأخانا الكريم- في موقعك ونشكر لك الاهتمام ونحيي فكرة السؤال، ونسأل الله أن يسهل لك الحلال، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك في طاعته السعادة والآمال.
أمتنا لم تعرف مسألة التأخر في الزواج إلا بعد فترة المستعمر البغيض، وترسخت هذه المشكلة بفعل التعقيدات المادية والخلل التربوي الذي أصبح النضج فيه يتأخر عند كثير من الشباب والفتيات، وليت الناس علموا أن الفرق بين عبد الله بن عمرو بن العاص، والصحابي الجليل عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- كان فقط إحدى عشر سنة، بل ذكر الإمام الشافعي أنه شاهد حبره عمرها إحدى وعشرين سنة، وتفصيل ذلك أن الفتاة تزوجت بعمر تسع سنوات وأنجبت بنتا بعد سنة، فكبرت البنت وتزوجت أيضا في عمر تسع سنوات، ثم أنجبت بعد سنة ولدا فأصبحت الأولى جدة.
وقد ورد عن أمنا عائشة -رضي الله عنها- (إذا بلغت الفتاة تسع فهي امرأة)، وقد بنى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما كان عمرها تسع سنوات، وعليه فلا مانع من الناحية الشرعية من أن تتزوج إذا كنت ناضجا، وتواصلك مع موقعك وعرضك لقصتك مما يدل على نضجك، ونأمل أن تملك ما تستطيع أن تقيم به بيتا، ونأمل أن يتفهم أفراد أسرتك ذلك، وأن يقوموا بدورهم في مساعدتك على بلوغ العفاف، وحتى يتحقق لك ذلك أرجو أن تتوقف عن العادة السيئة وتجتهد في الصيام، واشغل نفسك بالعلم والعمل والعبادة والذكر، وغض بصرك وابتعد عن كل ما يثير شهوتك؛ لأن الله سبحانه يقول: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله).
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بأن تجتهد في تجهيز ما تستطيع من المال، وعليك أن تثبت لأهلك ولمن حولك أنك على قدر المسؤولية، وكن صاحب قول سديد ووعي ونضج وقم بأدوارك في مجتمعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك ويسدد خطاك.