السؤال
السلام عليكم..
أعاني منذ سنوات من حالة حزن شديد، وأفكار انتحارية، وتشتت الأفكار، وأحيانا اندفاع شديد وانفعال على أبسط الأمور، وعدم القدرة على ضبط النفس.
في البداية تم تشخيصي على أنه اكتئاب مزمن وقلق حاد، ووصف لي فليوكسين بجرعة 20 مل، وزناكس ربع مل عند الضرورة، ثم أصابتني شبه نوبة هوس، فوصف لي التجريتول، ولكنه لم يناسبني؛ لأنه سبب لي حكة، ونفس الشيء مع اللاميكتال، أما الديباكين كرونو فقد هيج علي القولون بشكل فظيع، فما هو الحل؟ لأني ضائعة في التشخيص والعلاج، وأشعر بأن حياتي دمرت، وحاليا آخذ باوكستين 20 مل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المعلومات التي ذكرتها ليست كافية بالنسبة لي لكي أعطيك التشخيص الصحيح، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى - وبالذات في حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية - لا يمكن التشخيص من خلال كتابة التاريخ المرضي في مثل هذه الرسائل أو الاستشارات الإلكترونية فقط، لابد من اللقاء المباشر مع المريض لعمل كشف للحالة العقلية وتحديد العلامات وأعراض المرض الذي يعاني منه المريض، من خلال اللقاء المباشر، وأحيانا قد يتطلب أيضا اللقاء مع أحد أقرباء المريض، أو شخص قريب من المريض لأخذ معلومات عنه، حتى تتكامل الصورة، ويتم التشخيص النهائي للمريض. هذه هي الطريقة المثلى.
لذلك لا يمكنني الحكم على حالتك أو تشخيص حالتك من هذه الرسالة فقط، ولذلك ردي قد يكون ردا عاما عن بعض الأشياء التي ذكرتها.
طبعا إذا كان الشخص فعلا يعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية وأعطي مضادات الاكتئاب فإن مضادات الاكتئاب قد تسبب نوبة هوس، وتكون واضحة بعلامات الهوس المعروفة، وأحيانا يقال لهذا النوع من الاضطراب: الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثالثة، وهذا هو الذي تحصل فيه دائما نوبات الهوس عند استعمال مضادات الاكتئاب.
وطبعا من الأفضل أخذ مثبتات المزاج، وقد ذكرت ثلاثة منها، وأنها تسبب لك مشاكل مثل التجراتول أصابك بالحكة في الجسم، وأيضا اللامكتال أصابك بحكة في الجلد، والصوديوم فالبوريت (Sodium Valproate) أثر على المعدة، إذا بقي هناك مثبت للمزاج آخر، وهو فعال، وهو الليثيوم، قد يكون مناسبا.
أما العلاج الذي تتناولينه الآن وهو الباروكستين: طبعا الباروكستين مضاد للاكتئاب، وقد يكون سببا في حدوث نوبة هوس أخرى، إذا كان التشخيص هو اضطراب وجداني ثنائي القطبية، ولذلك أنصحك بتجنبه، وأنصحك بالمتابعة مع طبيب نفسي؛ فالاضطراب الوجداني لا يتم تشخيصه إلا بواسطة الطبيب النفسي، وعلاجه أيضا يجب أن يكون تحت إشراف طبيب نفسي، والمتابعة معه باستمرار.
وفي حالة الزواج أو الحمل يجب مراجعة الطبيب قبل الاستمرار في العلاجات لأنها قد تؤثر في الحمل.
وفقك الله وسدد خطاك.