السؤال
السلام عليكم.
عمري 33 سنة، أتناول دواء (سيروكسات) منذ 5 سنوات تقريبا بما يعادل 10 ملغ في اليوم، تناولته لأنني شخصت بال ocd أول مرة -والحمد لله- قضي عليه تماما بفضل الله، لكني لا زلت أعاني من مشكلة تزعجني جدا وأكرهها جدا ولا أطيقها وهي القلق، طبيعتي منذ طفولتي قلقلة، وأي شيء يكدرني ويزعزعني وأنت تفهم ما معنى يزعزعني، شعور لا يطاق وكأنني أشعر بالهرمونات في جسدي، فكيف أقضي عليه؟ وهل هناك دواء مساعد أتناوله بشكل دائم؟ أو أكتفي بتناوله فقط وقت القلق؟ أم ماذا يا دكتور؟
علما بأنني لا أستطيع ترك (سيروكسات) أبدا لأن الاكتئاب عندي لا بأس به، ولست سعيدا في حياتي، لكن السيروكسات يجعلني باردا وهذا ما أريده.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ شاهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله أنك تحسنت على دواء الزيروكسات لعلاج الوسواس القهري، ولكن ليس هناك شيء اسمه (للأبد)، الوسواس القهري نفسه - أخي الكريم - في سن معينة قد يبدأ في التلاشي والاختفاء من حياة الإنسان، ولذلك يجب متابعة الدواء باستمرار، وقد يأتي اليوم الذي تستطيع التخلص منه بالتدرج وبإشراف الطبيب. هذا من ناحية الوسواس القهري والزيروكسات.
أما من ناحية القلق الذي ذكرت أنه أزعج حياتك، وطالما هو منذ الطفولة؛ فمعنى ذلك أنك عندك ما يعرف بالشخصية القلقة، وهذا يبدو أصبح من سمات الشخصية، ولذلك يؤثر على حياتك ويكدرها، وهنا العلاج - أخي الكريم - لا يكون بإضافة دواء آخر، الدواء نعم قد يساعد، ولكن يجب أن يكون العلاج علاجا نفسيا، بجلسات نفسية، إما لمساعدتك في التخلص من هذا القلق، أو لمساعدتك في التعايش معه، وهناك بروفيسور كبير في علاج القلق أصدر كتابا يسمى (التعايش مع القلق)، أي أنه بالرغم من أن القلق يزعجك ويكدرك لكن يمكنك أن تتعايش معه إذا لم تستطع التغلب عليه أو تهزمه، وبالذات إذا كان أصبح سمه من سمات شخصيتك - أخي الكريم - ولكن هذا لا يمنع أن هذا يجب أن يتم بالعلاج النفسي وبالجلسات النفسية أكثر من الأدوية.
الزيروكسات نفسه هو مفيد جدا في علاج القلق، فقد يكون ساعد في السيطرة على أعراض معينة، والأعراض الأخرى - التي ذكرتها -يمكن أن يتم السيطرة عليها بواسطة العلاج النفسي كما ذكرت لك.
وفقك الله وسدد خطاك.