هل يلزم زوجة الابن أن تزور أهل زوجها؟

0 41

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على جهدكم العظيم.

هل يجب على زوجة الابن أن تزور والديه باستمرار؟ وهل يؤثر في الحكم إذا كان إخوة زوجها يسيئون معاملتها وهي عند والديهم؟ وما الحكم إذا انقطعت عن زيارتهم وترتب على ذلك بغض الوالدين للابن؟ وما الحكم إذا تجنب الأخ الكلام مع إخوته، وكان الكلام بينهم على قدر السلام والحاجات؟ وهل يجب على الابن بذل المال لأبيه إذا كان الابن متوسط الحال، وأبوه أيسر منه حالا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم-، وردا على استشارتك أقول:

الأصل في زيارة زوجة الابن لوالدي الزوج أنها ليست واجبة؛ إلا أذا أمرها بذلك زوجها، فتجب لحق الزوج.

وفي حالتك أنت ينبغي أن تكون هنالك زيارات لوالديك على رأس كل أسبوع، ويكون ذلك بحضورك حتى لا يشعر والداك أن زوجتك أخذتك منهم، وأنك تغيرت بسببها.

كما أوصي زوجتك بالتقرب من والديك والتودد إليهم، وأن تعاملهم كما تتعامل مع والديها، وهذا من باب حسن العشرة معك.

احذر أن يشعر والداك بتغيرك بعد الزواج، فاقترب منهم أكثر، واجعلهم يشعرون بأنك صرت أفضل مما كنت عليه قبل الزواج.

من خلال استشارتك فهمت أنك لا تسكن معهم، وهذا شيء طيب كي تأخذ زوجتك خصوصيتها، لكن مع هذا احرص على رضى والديك بكل الوسائل والسبل.

آمل أن تقوم بشراء هدية مناسبة لوالدتك وأخرى لوالدك، وأن تطلب من زوجتك أن تعطيها لهما على أنها منها، فذلك سيغير نظرتهما بإذن الله، وسيدخل السرور إلى قلبيهما، ففي الحديث: ( تهادوا تحابوا).

إساءة إخوة الزوج لزوجة أخيهم قد تخف أو تتلاشى إن كان زوجها معها، وإن حصل فلابد من الصبر؛ فأنتما في عبادة وقربة.

غير طريقة تعاملك مع إخوانك، وتقرب إليهم بالهدايا، واكسبهم واحدا تلو الآخر، فالقطيعة ليست جيدة، والشيطان حريص على ذلك، وكلما كنت أنت وإخوانك على تقوى وصلاح كان الشيطان عنكم أبعد، فاحرص على ذلك.

من كان من إخوتك يكثر من اختلاق المشاكل فاحرص على تسليط الرفقاء الصالحين عليه، وأعطه حقه الأدنى من إفشاء السلام، وقضاء المصالح، وزيارته إن مرض، والوقوف بجانبه في الأزمات، ونحو ذلك، ولا بأس من الإقلال من مخالطته في هذه الحال.

بذل الولد لوالده شيئا من ماله مما يورث المحبة، ولا اعتبار لكون حال الوالد أفضل من حال الولد، ففي الحديث أنت ومالك لأبيك، لكن هذا بعد حاجتك وحاجة زوجتك الضرورية، يعني تعطي لوالدك؛ مما زاد عن حاجتكم.

اعلم أن والديك سبب وجودك في هذه الحياة، وأن برهما من أسباب طول العمر وزيادة الرزق، ففي الحديث:
(من أراد أن ينسأ له في أثره ويبسط له في رزقه فليصل رحمه).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات