السؤال
السلام عليكم
أنا مصاب بالفصام أو اضطراب ثنائي القطب، أستعمل رسبيردون، وعندما أحاول تطبيق السلوكيات المكتسبة بعد تطور الفصام أجد أنني إنسان متدين ورحيم جدا واجتماعي بسبب الطاقة المكتسبة، مما يجعلني نشيطا والناس تحبني، وأنا أحب الآخرين، لكنني أحس أن نفسي مقيدة جدا وأتنهد كثيرا، وأخاف أن أتعرض لنوبة قلبية، لكن عندما لا أتواصل مع المبادىء التي تعلمتها المدة الأخيرة والسلوكيات الجديدة (أظن منها وساوس) يرجع لي عدم امتلاك الطاقة، ويعود الحزن وعدم القدرة على المواجهة، مع عدم فعل الخير، وتتنحى بصفة كبيرة الهواجس السمعية والبصرية.
السلوكيات الجديدة مرتبطة أحيانا بالاعتقادات الدينية التي يمكن أن تكون خاطئة، ويمكن أن يدخل لي الشيطان من هذا الباب، كيف يجب التدرب ومعالجة السلوكيات الجديدة التي من خلالها أهرب من الواقع (الخوف من كلام الناس الجارح، والخوف من حدوث مشاكل)، وهل يجب أخذ دواء الاكتئاب من جديد؟
أرجوكم أفيدوني بكل جانب في هذا الموضوع؛ لأن الطبيب الذي أعالج عنده لا يتحاور معي، بل يكتفي بإعطائي الدواء المناسب فقط، وليس لدي إمكانية في الوقت الحالي للذهاب لطبيب آخر، وأهلي لا يمدونني بالدعم المادي أو المعنوي، مما دفعني لكره بعض أفراد عائلتي.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مهم جدا أن نعرف تشخيصك بالضبط؛ لأن مرض الفصام يختلف اختلافا كليا عن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، مرض الفصام هو مرض يصيب الفكر في المقام الأول، ومرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو مرض يصيب الوجدان.
وعلاجهما مختلف، فمرض الفصام علاجه الأساسي هو في مضادات الذهان، والمتابعة المستمرة، وإن كان هناك مساحة للعلاج النفسي، ولكن هنا أهم شيء هو العلاج الدوائي، أما الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية فعلاجه الأساسي هو في مثبتات المزاج، وهنا مساحة أكبر من الفصام للعلاج النفسي، وبالذات العلاج السلوكي المعرفي لنوبات الاكتئاب التي تصاحب الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
فلذلك مهم جدا التشخيص، إذا كنت تعاني من اضطراب ذهاني فأهم شيء في العلاج -كما ذكرت- هو في العلاج الدوائي، والمواظبة عليه، والمتابعة مع الطبيب، وقد لا يكون هناك داعي للعلاج النفسي العميق، بالعكس، قد يأتي بنتائج عكسية، لأن من المهم هنا هو الدواء لعلاج اختلال الفكر والاضطرابات الفكرية، والعلاجات السلوكية قد تعمق هذا النوع من الأعراض.
ولذلك، إذا كنت لا ترتاح لهذا الطبيب فيمكن الانتقال إلى طبيب الآخر، وإذا كان ليس في الإمكان فعل هذا الشيء الآن فأوصيك بالمواظبة على الدواء (رزبريادون)؛ لأنه مهم جدا إذا كان تشخيصك هو الفصام، وتناوله بجرعته التي كتبها لك الطبيب، وفي وقتها المناسب، وحاول أن تشغل نفسك بأشياء مفيدة بدل محاولة العلاج النفسي بنفسك، لأنه -كما ذكرت- هذا قد يسبب بعض المشاكل بالنسبة لك، والأنسب أن تستمر في العلاج الدوائي حتى يتسنى لك مقابلة طبيب نفسي آخر.
وفقك الله وسدد خطاك.