السؤال
السلام عليكم
أود أن أشكركم على كل مجهوداتكم القيمة، والتي تجعلنا نحن كزوار نستفيد ونرتاح لكم ولكلامكم، ونطبق نصائحكم، ودمتم سالمين في كل الأحوال.
عندما أسمع فلان قام بضرب فلان تأتيني حالة قوية لمعرفة هذا الشخص، وبعض الأحيان أشعر بعكس ذلك، أي ارتفاع دقات القلب وارتباك، إضافة إلى وساوس حول كل شيء، ولا أنام أبدا إلا باستعمال دواء نوزينان اسمه العلمي ليفوميبرومازين، وأتناول حاليا دواء أنافرانيل، فقد ساعدني كثيرا على تجاوز مراحل صعبة من الاكتئاب والوسواس القهري، وأستعمل بعض الأحيان ربع حبة من نوزينان كمهدىء، وحقا يهدئني، وأستعمله كل ليلة للنوم، لدرجة أنني أشعر بإدماني عليه؛ للأنه يعطيني شعور بالهدوء والاسترخاء.
قبل استعماله كنت أستعمل أنافرانيل 75، كنت أتناول حبة في الصباح لأنها تعطيني نشاط ونشوة وانشراح، وتجعلني مستيقظا أكثر.
أريد تشخيصكم لأن الطبيبة تصف لي دواء اكتئاب انافرانيل مع سيلونترا الذي هو سيبراليكس، فقمت بالتوقف عن سيبراليكس، واستمررت على أنافرانيل، ووصفت لي مضاد الذهان أمسولبريد، وقمت بالتوقف عنه، فوصفت لي نوزينان.
أفيدوني في هذه الأدوية لأنني أشعر أنني أدمنت على نوزينان، سواء في النوم أو في التهدئة، وما هو تشخيصكم لحالتي، أصبحت أنسى كل شيء، وضعفت ذاكرتي، مع العلم أنني كنت متفوقا في دراستي، والآن لا أقوم بشيء سوى ممارسة هوايتي في التنجيم.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
المعلومات التي ذكرتها في استشارتك ليست كافية لنا للوصول إلى تشخيص محدد لحالتك، ولذلك فيمكننا إعطاؤك نصائح عامة.
وهناك بعض أعراض للقلق والتوتر التي ذكرتها وبعض أعراض الوسواس، ولكن لا يمكننا الجزم -كما ذكرت- لتشخيصك؛ لأن الأعراض التي ذكرتها ليست كافية، وكل تركيزك في الاستشارة كان على الأدوية التي تستعملها، ولذلك سنركز في الإجابة على الأدوية.
الأنفرانيل -واسمه العلمي كلوإمبرامين- هو طبعا من الأدوية القديمة، من فصيلة مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وهو فعال في علاج الوسواس القهري، ويعالج القلق، ولا يسبب الإدمان على الإطلاق، ولكن عندما يستعمله الشخص لفترة طويلة فيجب أن تتوقف عنه بالتدرج.
أما الدواء الآخر الذي تستعمله وهو (ليفوميبرومازين) فهو ينتمي إلى فصيلة البنزوديزبين، وهي طبعا فصيلة تسبب الإدمان إذا استمر الشخص عليها لفترة طويلة، استعمال يومي أكثر من ثلاثة أشهر يكون هناك خطورة إدمان الشخص عليها، ولذلك أنصحك بالتوقف عنها، ويمكنك أن تأخذ دواء آخر ليساعدك في النوم.
السبرالكس هو من فصيلة SSRIS ولكنه لا يساعد في النوم، ولذلك قد يكون من الأنسب مثلا أن تأخذ مع الانفرانيل دواء(ميرتازبين) نصف حبة ليلا، وهو من فصيلة SNRIS، وهو يساعد في النوم بدرجة كبيرة، ويساعد في التوقف عن (نوزينان) الذي -كما ذكرنا- قد يسبب لك الإدمان.
يجب أن تتوقف عن التنجيم، وأن تواصل الدراسة، وباستعمال هذه الأدوية -إن شاء الله- يتحسن التركيز، وأيضا قد تحتاج إلى دعم نفسي من معالج نفسي مع العلاج الدوائي، وهذا يساعد في تحسن التركيز، ويساعد في مواصلة الدراسة بصورة منتظمة، ويساعد في التوقف عن الأفكار السلبية، وتوقف عن ممارسة التنجيم -كما ذكرنا-.
وفقك الله وسدد خطاك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: عبد العزيز أحمد عمر، استشاري الطب النفسي، وطب الإدمان.
وتليها إجابة الدكتور: عقيل المقطري، مستشار العلاقات الأسرية والتربوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
الوسواس منشؤه الشيطان الرجيم كما قال تعالى: (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إلٰه الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس)، فالشيطان يوسوس في صدور الناس وقد أمرنا ربنا سبحانه بالاستعاذة به منه.
لا يكاد يخلو أحد من بني آدم من الوساوس ولا يتضرر منها إلا من أصغى لها وحاورها واستسلم لها، ولذلك فإن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم اشتكوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوساوس التي أتتهم في أخطر الأمور ألا وهي أمور العقيدة فقال لهم صلى الله عليه وسلم: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله، ولينته) وعنى (وليتنه) أي يتوقف عن التحاور معها ويقطعها ويستعيذ بالله منها.
- أوصيك بكثرة الذكر وتلاوة القرآن واستماعه، فإن الشيطان يوسوس للإنسان في حال الغفلة ويخنس في حال الذكر يقول سيدنا ابن عباس -رضي الله عنهما-: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس).
- اقطع الوساوس فور تواردها على ذهنك مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم، وانهض من المكان الذي أتتك فيه وانتقل إلى مكان آخر ومارس أي عمل يصرف ذهنك عنها فإن الشيطان يستحكم بالعبد إذا حصره في زاوية وانفرد به.
- حافظ على أذكار اليوم والليلة وداوم على الصلاة وبقية الأعمال الصالحة، ولا تنقطع أو تؤخر أداء العبادات عن أوقاتها.
- احرص على أذكار النوم فهي وقاية من الشيطان الرجيم وهي من ضمن أعمال اليوم والليلة.
- أد الصلاة في أوقاتها في بيوت الله مع جماعة المسلمين، ففي ذلك تناشط وتنافس وأداءها في البيت منفردا يؤدي إلى الكسل والخمول.
- عليك بتقوى الله ومراقبته فتقوى الله سبيل لتحصيل العلم كما قال تعالى: (واتقوا الله ۖ ويعلمكم الله ۗ والله بكل شيء عليم).
- عليك بالمواد الطبيعية التي تريح أعصابك وتذهب عنك القلق والتوتر مثل شرب النعناع واللبن والشمام ويطلق عليه في بعض البلدان (الخربز).
- لا تنم إلا على وضوء مستقبلا القبلة كما هي سنة المصطفى -عليه الصلاة والسلام- واشغل لسانك بذكر الله حتى تنم.
- ابتعد عن المنبهات قدر المستطاع فإنها تسبب لك الأرق وتوتر الأعصاب.
- استفد من نصائح الطبيب النفساني واستعمل الأدوية حسب وصفه ولا تقطعها إلا -بإذن منه-.
- التنجيم نوع من السحر والكهانة وهو محرم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة؛ لأنه مبني على أوهام لا حقيقة لها، فلا علاقة لما يحدث في الأرض بما يحدث في السماء، فأنصحك بالابتعاد عن ممارسته فإن ذلك عمل يقود إلى الشرك بالله تعالى كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (من اقتبس علما من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد).
- التنجيم سبب من أسباب الأوهام والانفعالات النفسية والوساوس التي ليس لها حقيقة ولا أصل، ولذلك يقع المنجم في أوهام، وتشاؤمات، ومتاهات لا نهاية لها وقد يكون جزء كبير مما تعانيه بسبب التنجيم.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يذهب عنك ما تجد.