أعاني من تصلب الحركة وحدة النظر عند بعض المواقف.. ما الحل؟

0 29

السؤال

السلام عليكم

أعاني من تصلب الحركة وحدة في النظر عند بعض المواقف، حيث بسبب بعض المواقف التي مررت فيها بضغط شديد وحيرة؛ فقدت من حولي وتجنبوني، وأصبحت أرى أنه يمكن الآن تفهم أي من حركاتي، أو أي صوت أصدره بصورة خاطئة، وقد كان ذلك يحدث بالفعل في كثير من المواقف، حيث كنت أظن أن السبب عين، أي أني لن أستطيع تغييره، وسأظل أفقد من يقترب مني لأدنى سبب، حتى انطبع وقتها ذلك في ذهني؛ وهذا وضعني في ضغط غاية في الشدة والثقل؛ لأني كنت وقتها مقيدة بشعوري بالامتنان الشديد جدا لمعلمات أحسنوا إلي ومدحوني كثيرا بين الطالبات وكافؤوني بصورة لم أعتد عليها.

وبعد مشكلتي معهم مررت بأوقات كانت مهمشة لي، حتى كانت ابتسامة من أحد لا أعرفه أو أعرفه في يومي كفيلة بإدخال سرور عظيم علي، واكتشفت بعدها أن من أقوى أسباب تأذيهم (وليس السبب الوحيد) أني أصبحت أحدق بصورة حادة بدون قصد أو تركيز مني لمن أمامي، وخاصة حين أكون لم أنم بصورة كافية!

وسبب حدة نظري أني قد حدث وآذيت إحدى معلماتي التي أكرمتني وأحسنت إلي، وأظهرت اعتزازها بي كثيرا، وكانت أعز معلماتي علي، ولكن لم أتمكن من إظهار امتناني لها بصورة واضحة، وقد حدث بعض التوتر في علاقتي بها نظرا لسوء فهم سابق، ثم أصلح سوء الفهم، وثم حدث مرة أن أدرت وجهي عنها بمجرد أن رأيتها بصورة لا إرادية إطلاقا، ولم أتعمد منها شيئا، لكن بسبب توتري وشعوري بانزعاجها مني فبدأ ذلك في غايه الوقاحة، وشعرت تلك اللحظة التي أدرت فيها وجهي وجسدي بأن قلبي قد هوى إلى قدمي من فعلتي.

من بعدها بالفعل فسدت علاقتي معها، وتأذت هي بشدة؛ فقد أكرمتني وعاملتني بكل المعزة والاحترام، فرأت مني ما فهمته -ولم أقصده - قلة احترام ونكران.

من بعدها أصبحت نظراتي حادة خاصة في وجه من أحب، ومن أخشى فقدهم، ومما زاد توتري أيضا أني أصبحت أدير وجهي بعدما ألاحظ انزعاج أحدهم، كأن يبدو ذلك أيضا بطريقة وقحة بسبب توتري؛ مما سبب حيرتي وتسبب في زيادة توتري.

الآن تحسن وضعي كثيرا وانتقلت إلى الجامعة، والآن يعرفوني بالسمعة الحسنة، ويعرب كثير من الزميلات عن محبتهم ومودتهم لي، ويصفوني بالشخص اللطيف والطيب، وحتى أني وجدت من لا أعرفهم يتحدثون معي، ويتقربون مني، وآخرون يرحبون بي للانضمام إلى مجموعتهم، مع أني كنت أظن أن بعضهم يكرهني وينزعج مني، لكن يتضح لي تدريجيا بالمواقف أن من ظننت بهم لا يكرهوني.

لكن الآن لدي بعض حدة النظر التي تؤرقني وتحرجني، وتزعج البعض، وتشتد عند المواقف الرسمية والأشخاص الأكبر مقاما مثل دكتورات الجامعة، فحتى الآن علاقتي مع كثير من دكتوراتي فيها من التوتر الكثير؛ حيث إن نظراتي تصبح مركزة، وأصبح متصلبة أثناء المحاضرة، وحين أبعد نظراتي عندما أشعر بانزعاجهم وتوترهم يبدو أني أديرها بطريقة يروها مزعجة ووقحة.

توتري يشتد خاصة في تلك المواقف التي أكون فيها في موضع المتلقي، ويلزمني النظر للمتحدث، وقد وجدت أن الاقتراب من الدكتورات والكلام معهن وعدم تجنبهن يزيل كثيرا من انزعاجهن تجاهي، حيث كنت في البداية أتجنب الاقتراب من كل دكتورة أشعر بانزعاجها مني.

أيضا فإن بعض من يعرفني منذ وقت المشكلة ويلاحظ تصلبي وحدة نظري أصبح تصلبي ونظراتي تربكه، ويسبب لي ذلك الضغط لوم النفس، فما الحل؟

اختبرت نفسي بمقياس MPTI فكانت النتيجة infp.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أزهار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح جدا من خلال استشارتك أنك تتعاملين مع الناس من حولك بحساسية شديدة جدا، وهذا انعكس في تصرفاتك، تفسرين أشياء يعملونها بحساسية مفرطة، وتحاولين تصحيح هذه الأشياء، وهذا ما حصل في موضوع تركيز النظر وشدته؛ لأنك تعتقدين أن إشاحة النظر تعني موقفا سيئا أو سلوكا سيئا تجاه ذلك الشخص؛ فصرت تتعمدين التحديق في الناس -كما ذكرت- بالذات أصحاب المقام كالمحاضرات؛ لأنك تعتقدين أن إشاحة النظر عنهم هذا يعني عدم احترام لهم.

هذه -أختي الكريمة- حساسية مفرطة تجاه الآخرين، وبالذات الذين تتعاملين معهم في محيطك الضيق، وهذا ما أثر عليك.

أحب أن أطمئنك بأن كل ما يدور في داخلك هو في نفسك أنت، ولا تستطيعين أن تعرفي ما يعتقده الآخرون إلا إذا تكلموا معك، الحساسية المفرطة تجعلك تعتقدين هذه الأشياء وتحسين بهذه الأشياء.

يا أختي الكريمة: علاجك هو علاج نفسي محض، لا تحتاجين إلى أي أدوية، تحتاجين إلى متابعة مع معالج نفسي لكي يساعدك في التخلص من هذه الحساسية المفرطة تجاه التعامل مع الآخرين، ولعلها جزء من شخصيتك، ولكن يمكن تغييرها بالعلاج النفسي، بأن تمتلكي مهارات معينة عن طريق الجلسات، والعمل المنزلي، حتى تتخلصي من هذه الأشياء وتعيشي حياة طبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات