أعيش وساوس صحة الأفكار والمعتقدات مما ضيع أولوياتي

0 30

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 22 عاما، طالب جامعي، أعاني منذ سنوات من وساوس في صحة الأفكار والمعتقدات، والرغبة في تحليل الأفكار والظواهر من الناحية النفسية والشرعية وغيرها، مما دفعني لكثرة البحث والقراءة والتحليل والتفكير إلى حد الهوس، أنتقل من مسألة إلى أخرى سواء في الفلسفة والشريعة وغيرها، مما يسبب لي التوتر والقلق، وبالتالي فوضى وتشتت في التفكير، وتسويف أعمالي وإهمال أولوياتي، فيذهب معظم وقتي في ذلك.

أعلم أن علاج الوسواس يكون بطرق مختلفة مجتمعة من الوسائل الشرعية من ذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة، ونفسية؛ كتجاهل واحتقار الوساوس، ودوائية كالفلوكستين وغيرها، لا شك في فعالية تلك العلاجات.

لكن متى ما حاولت تجاهل الوساوس والأفكار، أزداد قلقا وتوترا وضيقا، وأتهم نفسي بالتهرب من مراجعة نفسي وأفكاري، وأرى أن الوساوس عندي مختلطة بشبهات ربما، فالمشكلة لها تأثير سلبي كبير في حياتي.

أرجو تشخيص حالتي وإعطائي العلاج العملي الفعال، علما أني أعاني من الرهاب منذ سنة وإلى الآن، وأتناول الزولفت، وحالتي جيدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في مثل سنك هذا - أو في سن المراهقة هذا - من الطبيعي أن يمر الشخص بفترة شك وتأمل وصراعات داخلية فلسفية وتفكير مختلف وتقليب الآراء، فهذه مرحلة طبيعية يمر بها كل المراهقين - أخي الكريم - ولكن إذا زاد الأمر عن حده وأصبح هاجسا، وأصبح يشكل مشكلة في حياة الشخص - سواء في الدراسة أو في العمل - أو يسبب ضغطا نفسيا، فهنا يجب ويحتاج إلى تدخل طبي نفسي.

ما ذكرته لا يتعدى أن يكون نوعا من أنواع القلق والتوتر والتفكير المستمر، التفكير الوسواسي -إذا جاز التعبير - ولكنه ليس وسواسا قهريا، لأن الوسواس القهري يتمحور حول فكرة محددة، فكرة معينة تتكرر باستمرار، ولكن كثرة التفكير وتقليب الأمور فهذا دائما يكون جزءا من القلق النفسي، ولذلك هنا الفلوكستين غير فعال في اضطراب القلق النفسي، الفلوكستين فعال في علاج الوسواس القهري، ولذلك من الأفضل - إذا كنت تستعمله - تغييره إلى دواء آخر.

السيرترالين فعال في علاج الاكتئاب والرهاب الاجتماعي - كما ذكرت - وتحسنت عليه، ولكنه أيضا ليس بذات الفعالية في علاج الاضطراب القلق النفسي.

أنا أفضل استعمال إما الـ (سبرالكس/استالوبرام) عشرة مليجرامات، أو الـ (باروكستين) عشرين مليجراما، فهما من أدوية الـ SSRIS التي تعالج القلق بفعالية أكثر من غيرها من الأدوية.

لا تنس - أخي الكريم - العلاج النفسي، والعلاج النفسي قد لا يكون بتجاهل الأفكار - كما ذكرت - فقط، ولكن بالانشغال عنها، فالأفكار دائما تأتي حين يكون الشخص بمفرده أو لوحده، فحاول أن تتجنب أن تكون بمفردك (لوحدك)، حاول دائما أن تشغل نفسك بأشياء حركية مثل الرياضة والهوايات الحركية الأخرى، وبالتالي لا تجد وقتا للتفكير والاسترسال في هذه الأفكار التي تتعبك وتسبب لك القلق والتوتر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات