السؤال
السلام عليكم
ما هو حكم الإسلام في حال تم طلاق الأب والأم ثم تزوج الأب -وللأسف- أيضا الأم، ولكن الأم تزوجت دون أن تستشير، أو تخبر أبناءها، وتزوجت من شخص غير سوي دون موافقة إخوتها.
هل نحن مسؤولون عنها وعلينا طاعتها في حال استنجدت بنا، أم تتحمل هي نتيجة قرارها؟ لأننا كلنا تعبنا نفسيا من هذا الأمر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
لم تخبرنا من الذي عقد لأمك على الزوج الجديد، هل عقد لها أحد إخوانها أم أنها زوجت نفسها دون علم وليها الشرعي؛ لأن هذا يترتب عليه أحكام شرعية.
يبدو أن هذه المرأة تزوجت عنادا لزوجها الأول كونه طلقها ثم تزوج، ولذلك لم تستشر أحدا ولم تفكر بالعواقب.
هي لا زالت أمكم وستبقى، ويجب عليكم أن تقوموا بحقها من البر، ومن ذلك أن تقفوا معها في حال نزلت بها مشكلة أو ضائقة.
حق الأم لا يسقط إذا تزوجت بعد طلاقها من والدكم؛ لأن البر مربوط بوصفها والدة، قال تعالى: (وقضىٰ ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)، وقال: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ۖ وبالوالدين إحسانا)، فيجب عليكم أن تبروا بها وتحموها من أي ظلم ينزل بها ممن تزوجت به، ولا يجوز لكم أن تتركوها وتسلموها له بحجة أن تتحمل نتيجة قرارها؛ لأن ذلك يعد من العقوق.
قد تكون أخطأت في عدم استشارة أحد من إخوانها أو أبنائها، لكن الخطأ لا يعالج بخطأ مثله، فعليكم أن تزوروها وتتفقدوا حالها وتعطوها من المال إن كانت بحاجة إليه، وتقوموا بشئونها خير قيام.
جزاء العقوق أن يكون من جنس العمل، وقد قال بعض السلف: (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم)، وإياكم وتركها وحدها تواجه مصيرها، واحذروا أن تدعو عليكم فإن دعوة الوالد مستجابة.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لكم التوفيق.