السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت الرد على رسائل الأخوات عن حكم الحديث مع الشباب وبالفعل علمت الحكم، لكنني تحدثت مع أكثر من شاب لأعرف عن مسابقة ما، وفي الحقيقة كنت أتحدث مع الشاب لأخذ المعلومات الكافية عن المسابقة ولا أتحدث معه ثانية، لكن هناك شاب تحدثت معه أيضا بخصوص مسابقة، وأعطاني معلومات عنها، وهذا الكلام حدث منذ أكثر من شهر، وما زلت أتحدث معه عن مسابقات ومناقشة آراء دينية وعلمية وغيرها، مع العلم أنني لم أحدثه يوما عن طريق الهاتف المحمول، أو مكالمة صوتية بمعنى أصح، بل عن طريق الرسائل فقط.
أتساءل الآن ما حكم حديثي معه، وإذا كان محرما فكيف أقلع عن الحديث معه، هل أخبره بحرمة ذلك أم ماذا؟
متأسفة جدا على الإطالة.
أرجو الإجابة عن سؤالي لأنني محتارة جدا، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -بنتنا الفاضلة وأختنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال وهذا الحرص، ونحيي رغبتك في الخير، ونسأل الله أن يوفقك ويحفظك ويعينك على طاعته، ولك منا تحية على فكرة السؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا يخفى عليك أن الشريعة لا تمنع المرأة من محادثة الرجال عند الضرورة، ولكنها تقنن ذلك التواصل وتجعله في أضيق الحدود، وإذا كان هناك من تجيب عن الأسئلة من الفتيات فما ينبغي أن تكلمي رجل، وإذا لم يكن إلا رجل فلا مانع من الحديث معه بالشروط التالية:
1) أن يكون الكلام بقدر الضرورة، فإذا كانت تكفي خمس كلمات فلماذا نتكلم بعشر كلمات.
2) أن يكون الموضوع والحالة التي يدور حولها الحديث في المعروف شرعا والمقبول.
3) أن يكون الحديث بلا خضوع في القول بأن تتكلم بصوتها العادي، ولا شك أن الكتابة أمرها أهون، ولكن أيضا ليس هناك داع للتطويل وفتح مواضيع أخرى كثيرة؛ لأن التعلق قد يحصل بجمال الأسلوب أو لنصح الكاتبة أو جمال أسلوب الشاب، وقد يرد عليها بأنه معجب بأسلوبها فيحصل الميل، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وقد مرت بنا نماذج كانت بداياتها مشرفة، بل قد تكون سبب في هدايته للصلاة أو سبب لهدايتها، وتكون الكارثة في النهاية، ولذلك نحن نوصي من يهتدي على يدها شاب أن تكل أمر متابعته لشخص صالح من محارمها أو توجهه لمراكز دعوية، وكذلك نوجه الشاب إذا نجح في هداية فتاة بأن يربطها بالصالحات المصلحات للمتابعة.
وعليه فنحن ندعوك للتوقف عن الكتابة والدخول في مراسلات مطلولة مع الذكور، ولا مانع من ذلك مع الصالحات الفاضلات لسد باب الشر وتفويتا للفرصة على الشيطان، ونكرر لك الشكر على الحرص والخير.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.