السؤال
أريد أن أعرف ما هو العلاج النبوي للصلع الطبيعي وتساقط الشعر؟ فقد أخبرني أحد الأصدقاء أنه دعك فروة الرأس بالثوم وزيت الزيتون، فهل هذا صحيح؟ وشكرا.
أريد أن أعرف ما هو العلاج النبوي للصلع الطبيعي وتساقط الشعر؟ فقد أخبرني أحد الأصدقاء أنه دعك فروة الرأس بالثوم وزيت الزيتون، فهل هذا صحيح؟ وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي السائل الكريم، يرجى قبل البدء بالإجابة ملاحظة ما يلي:
1- أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث نبيا ولم يبعث طبيبا.
2- أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال فيما معناه (أنتم أدرى بأمور دنياكم).
3- أن بعض الحقائق العلمية التي وردت في القرآن الكريم هي لفتات إعجازية تطمئن النفس وتؤيد اليقين، أي هي لفتات تأييدية ولكنها لا تعني أن القرآن الكريم هو كتاب علوم أو أحياء أو جيولوجيا، بل هو كتاب الله تعالى، الذي نزل دستورا للناس ينظم علاقاتهم ببعضهم وبربهم.
4- أنه ورد في السنة النبوية بعض الإشارات إلى الطب، وهي صائبة، ولكنها لا تعني أن السنة هي المصدر الوحيد للطب وفيها نجد حلا لكل مرض.
5- من المهم أيضا والمهم جدا أن نميز بين الطب الشعبي (الذي يتداوله الشعب فيما بينهم مستندا إلى تجارب شخصية محدودة غير مدروسة) وبين الطب النبوي، فهما مختلفان، وأن نميز بين طب الأعشاب الذي يعتقد كثير من الناس خطأ أنه الطب النبوي وبين ما ورد من اللفتات الطبية في الطب النبوي، وأن نميز بين طب العجائز والعطارين وبين الطب النبوي، فليس كل عشب أو تركيبة محلية هي طب نبوي.
وإنه لمن المهانة لديننا أو إلى نبينا أن ننسب إليه كل ما هو عفوي وساذج وغير مدروس، فهل ننسب إلى نبينا العظيم الذي لا ينطق عن الهوى دهن الثوم على الرأس، وننسب استعمال الأدوية المدروسة المركبة بأدق التراكيز إلى غيره، فهو مع عظمة شأنه: ((وإنك لعلى خلق عظيم))[القلم:4] نبي، والنبي أعلى من كل البشر وأعلى من كل الأطباء، ومكانته مصونة ومحفوظة.
6- ورد في القرآن الكريم عن العسل ((فيه شفاء للناس))[النحل:69] ولم يقل فيه الشفاء؛ لأن كلمة الشفاء المعرفة تعني فيه كل الشفاء لكل الأمراض، وإن تحميل بعض الكلمات وبعض المفاهيم فوق ما تحتمل قد يكون مصدر فتنة لبعض ضعاف القلوب، فلو قلنا لمريض السكري أو الضغط أو الصدفية أو الجنون تناول عسلا ولم يشف من مرضه لاتهم ديننا بالخطأ.
7- لو نظرنا في النصوص التالية: ((والله بكل شيء عليم))[النور:64] والنص القرآني: ((علم الإنسان ما لم يعلم))[العلق:5] والنص: ((واتقوا الله ويعلمكم الله))[البقرة:282] كل ذلك يدل على أن الله عليم، ولكنه لو أراد إنزال الطب وحيا لاحتاج ذلك مجلدات لا تتحملها عقول الناس، ولكن نزل بقدر ما يشاء وترك لنا الاجتهاد في الباقي.
الكلام كثير ولكن المقام لا يتسع، ولذلك أخصص الجواب لك أدناه :
إن استعمال الزيت على الرأس قد يحسن من الجفاف (والصلع ليس جفافا) ولكنه لو ترك لفترة طويلة فهو يهيئ لنمو بعض الجراثيم، وينصح بدهنه للبشرة الدهنية التي تتراكم فيها القشور (لمدة ربع ساعة لإذابة هذه القشور) ثم يغسل، ولو ترك لما أفاد، بل لربما زاد الحالة.
وأما الصلع فيسمى في الطب بـ(الحاصة الدهنية)، أي سقوط الشعر بسبب الدهن، والعلاج الوقائي فيه هو الغسل وليس التزييت الدهني.
الثوم مادة مبيغة لو دهنت على الثعلبة لأفادت، ولكن قد تهيج الجلد، أما في الصلع فما أظن أنها ستفيد كما أنت تريد.
المستحضر الوحيد المسجل والمفيد في الصلع هو الريغين (Regain) ولكنه مفيد فقط مدة استعماله، ويزول تأثيره بعد أشهر من إيقافه.
وبالله التوفيق.